بيروت بيروت > مراجعات رواية بيروت بيروت > مراجعة أحمد المغازي

بيروت بيروت - صنع الله إبراهيم
أبلغوني عند توفره

بيروت بيروت

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أنهيت للتو القراءة الثانية لهذه الرواية بعد أكثر من عشر سنوات من القراءة الأولى، ليتأكد لى أنها أقوى و ربما أهم ما كتب صنع الله إبراهيم، على أهميه رواياته كلها لما تذخر به دوما من معلومات غزيرة عن مواضيع ساخنة و مسكوت عنها فى كثير من الأحيان، "بيروت بيروت" وثيقة صادمة و كاشفة و مؤلمة لأقصى درجة عن الحرب الأهلية اللبنانية، من بداياتها عام 1975 حتى تاريخ كتابة الرواية فى أوائل الثمانينات -االحرب إستمرت حتى عقد إتفاق الطائف عام 1990- فالرواية عبارة عن لقطة لبيروت فى خضم الحرب الأهلية، بعين الكاتب المصرى الذى يذهب إلى هناك بحثا عن ناشر لكتابه غير المرغوب فيه لإنتقاده كل الأنظمة العربية، و تقوده الظروف لأن يتولى مهمة التعليق على فيلم وثائقى عن الحرب اللبنانية، و من خلال هذا الفيلم يقوم صنع الله بإستعراض وقائع و تطورات و فظائع الحرب، بالتوازى مع الشق الروائى فى القصة الخاص بحياة البطل فى بيروت، حيث الحياة بكل متناقضاتها تحت ظل الرصاص و التفجيرات و شبح الإختطاف و القتل على الهوية.

و كعادة صنع الله يظل الجانب الوثائقى فى روايته هو الأقوى، من حيث سرد الوقائع ببشاعتها وبترتيب حدوئها و بإلتزام للحيادية التى تدين الجميع قدر المستطاع -مع إنحيازه الفكرى لليسار بالطبع- أما الجانب الروائى فهو يأتى كالعادة ناقصا غير مكتمل و محملا بالعديد من الرسائل و الإشارات المفهومة و غير المفهومة، كالعلاقة الغريبة بين البطل و لميا الصباغ بما فيها من الغواية و الإشتهاء و العجز والخيانة و الحيرة، فلم أستوعب بالضبط كل المقصود منها، إلا أنها كانت تمثل إستراحة لإلتقاط الأنفاس بين فصول المأساة التى كادت تدفعنى لترك القراءة من فرط الوجع، و بخاصة الفصل الخاص بتسجيل شهادات الناجين من من مجزرة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينين، والذى دمعت عيناى أثناء قراءته من بشاعة ما حدث من القتل بأكثر الأساليب شناعة و التعذيب و التنكيل المادى و المعنوى بالأحياء و الأموات، و هو ما ذكرنى بالفصل الخاص بمجزرة صابرا و شاتيلا فى رائعة بهاء طاهر "الحب فى المنفى" و التى لم تدركها الأحداث فى الرواية هنا لحسن الحظ، حيث فاضت الصفحات بالدماء و الألم مالم يكن ممكنا إحتمال المزيد منه فى رواية واحدة!

تظل شخصبات صنع الله مزعجة لى من الجانب الأخلاقى، حيث البطل لابد و أن يكون سكيرا دائما لدرجة منفرة و غير ضرورية لدراما القصة، و الجنس هاجس رئيسى للبطل على الدوام، و إن كنت لا أخفى إعجابى الشديد بلغة صنع الله المميزة و التى تقى رواياته من السقوط فى فخ الإبنذال.

"بيروت بيروت" رواية واجبة القراءة من أجل الفهم و الإعتبار، ألا لعنة الله على الطائفية و التعصب و الخيانة و الغباء و الجشع!

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
2 تعليقات