آه من كتابات هذا المؤلف الرائع التى تذوب كذوبان المارشميلو ف الفم ، دائما عند قراءتى أى عمل أدبى لغيوم ميسو انتهى منه ف أسرع وقت ممكن نظرا لقدرته الفائقة ع جذب القارئ بشكل كبير سواء من خلال أسلوبه الأدبى أو شخصيات رواياته أو حتى قدرته ع الحبكة الدرامية والربط بين الشخصيات بشكل سلس بلا تعقيد .

ف بداية تلك الرواية يكتب غيوم ميسو تنبيه لمراعاته :

لكي توفر لهم الدهشة لا تخبر أصدقائك بما حدث قي نهاية هذا الكتاب !

غيوم ميسو بذلك التنبيه جعلنى متشوقة وف حالة تأهب لمعرفة ما هى المفاجأة التى سيلقيها لنا ف نهاية الرواية كما هى عادته ف اعماله الأدبية ، الأمر الذى جعلنى اسهر لوقت متأخر من اجل الانتهاء من قراءتها دون القدرة على تركها لليوم التالى !

5 شخصيات هم محور تلك الرواية ، قد لا يكون بين معظمهم معرفة سابقة ولكن القدر يجمع بينهم أثناء تلقيهم العلاج على يد طبيب نفسى يحاول ان يساعدهم ف الخروج من ازماتهم التى تعرقل حياتهم .

الرواية قد تبدو لأول وهلة عادية ، فتاة صغيرة يفقدها والديها بمركز تجارى ويمر ع اختفائها 5 سنوات لتتغير حياة العائلة آثر ثلك ، فالوالد يتحول لمتشرد بالشارع ويترك زوجته التى تحاول ان تتغلب ع تلك المأساة بالعمل كعازفة كمان ، ولكن تغيير الأحوال مرة آخرى عندما يتم الإعلان عن العثور ع الطفلة المفقودة مرة آخرى ، ولكن هل ذلك كل شئ ؟ بالتأكيد لا ، فمن قرأ اى رواية من قبل لغيوم ميسو سيعلم بكل تأكيد ان ف الأمر خدعة ما ولذلك عليه ألا يتسرع ف إطلاق احكامه ع مدى جودة الرواية والانتظار حتى لآخر صفحة بل وحتى لكلمة " تمت " ف أسفل الرواية للتأكد من ان كل شئ قد انتهى بالفعل .

اجمل ما ف اعمال غيوم ميسو إنها ليست مجرد اعمال ادبية خاوية جوفاء او مجرد حبكة درامية وسرد حكايات ، ولكنها دائما ما تعطينا حكمة بشكل غير مباشر لتجعلك بعد الانتهاء من القراءة تتذكر بعض الأقوال وتبقى عالقة ف ذهنك لفترة طويلة ، كما انها تحول ف بداية كل فصل جملة او حكمة مرتبطة بشكل وثيق بمحتوى الفصل وهذا يدل ع مدى جهد الكاتب ف تأليف اعماله .

من الأقوال الرائعة بتلك الرواية :

يمكث الألم باستمرار في أعماق قلوبنا , لكن الأمر ينتهي بنا إلى البقاء على قيد الحياة

يجب أن لا نبالغ في حماية أنفسنا وإلا فإننا سنفقد اﻹحساس بكل شيء وسيتجمد قلبنا، ولن نعدو حينها كوننا أمواتا على قيد الحياة، وتفقد هذه بالنسبة إلينا مذاقها

تضعنا الحياة أحيانًا في أوضاع صعبة لا نستطيع التخلص منها إلا بالتخلي عن القيم التي ندافع عنها

ليس ثمة جرح لا يمكن التخلص منه. إنني عميق الاقتناع بذلك: بوسع الناس أن يحولوا ندوبهم إلى قوة

ربما كان الألم لا يجدي أبدًا. إلا أنه يفتح الطريق إلى شيء آخر

بخلاف الانتقام الذي يغذي الكراهية، فإن الصفح يحررنا منها

عندما يكون لديك الخوف من فقدان هؤلاء الذين تحبهم، تصير حينئذٍ قابلًا للانكسار