بنات إيران > مراجعات كتاب بنات إيران > مراجعة Souheyla Sadoun

بنات إيران - ناهيد رشلان, عمر الأيوبي
أبلغوني عند توفره

بنات إيران

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

استفتحت سنة 2014 بقراءة هذا الكتاب الذي كان توصية من إحدى صديقاتي و قد كنت مترددة بشأن قراءته في الأول و حكمت على العنوان أنه ربّما يحكي على المجتمع الإيراني من الناحية الدينية و ربّما يركز على الجانب المذهبي.ثم تعاهدت و صديقتي على افتتاح سنة 2014 به و فعلا بدأت قراءته في اليوم الأول من شهر يناير 2014.

في القسم الأول تتحدث الكاتبة الإيرانية ناهيد رشلان عن المجتمع الإيراني في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي و تلقي الضوء على المفارقات و المتناقضات في الدولة الإيرانية خصوصا ما بين مدينتي طهران و الأهواز و روت ذكرياتها بتفصيل لذيذ و بأفكار عادلة غير منحازة لأحد و هذا ما أثار فيّ الإعجاب فقلّما نجد تلك السير الذاتية التي يكتبها أصحابها، قلّما نجدها موضوعية و بمشاعر معتدلة. و في هذا القسم الأول من الرواية شدني سرد وقائع عيش المراهقين من الفتيات و الفتيان في إيران إبان حكم الشاه حيث أنهم خاصة البنات كانوا يحلمون بأشياء كثيرة و يحاولون المجاهدة من أجل تحقيق تلك الأحلام و الطموحات فمنهم من أفلح و منهم من فشل و فشل باري أخت ناهيد كان فشلا أليما بحق بغض النظر عن ماهية حلمها و هو في أن تصبح ممثلة في إيران. كذالك مشاكل و تعقيدات مشاريع الزواج في إيران هي الأخرى أذهلتني و التي تتبنّى القساوة و التسلط و التجبّر في مبدأ إختيار شريك الحياة.

في القسم الثاني تتحدث الكاتبة عن تجربتها بنجاحها و سفرها إلى أمريكا و تروي المطبّات التي واجهتها لتستقر في الأخير مع زوج من دين يهودي و جنسية أمريكية هي المرأة الإيرانية دينها الإسلام و مذهبها الشيعي غير أن هذا لم يكن ليجعلها تتردّد لأنها أعلنت و بصراحة عدم تمسكها بالدين الذي سمّته في عدة مرات بالثقافة. هنا كشفت الكاتبة عن شخصيتها العلمانية الشديدة و فكرها المتحرر الحداثي حيث أنها تعتبر الدين ثقافة و تعتبر نفسها قد تحررت و شعرت بالسكينة من القيود الدينية و الثقافية الإيرانية.لنجدها في مرتين أو ثلاث تعلن مقابل هذا حزنها و تذبذب مشاعرها في بيع هذه المعتقدات بالمجان..!!!!.

لتختتم الكاتبة في قسمها الثالث من الرواية بقصة حادث أختها باري و محاولاتها المتكررة لمعرفة ما جرى بالضبط غير أنها لم تفلح في إيجاد الإيجابات التي تريدها هي.أستطيع القول أن القسم الثالث من الرواية هو ما اثار فيّ المشاعر المختلطة حيث تفاعلت مع قصة باري التي خانت نفسها قبل أن تخون زوجها و التي عاشت تعيسة و لم تقدر على منح نفسها و لا على منح زوجيها السعادة. لم أستطع فهم التقلبات المزاجية لباري و لا أن أكون متعاطفة مع تسلّط و تجبّر والديها حيث أنّهما لم يساعداها البتة على الوقوف على قدميها و البدء من جديد.

ربّما العبرة الوحيدة التي استطعت أخذها من هذه الرواية بالرغم من أن العبر كثيرة هي كيف لابدّ علينا أن نكون واقعيين و أن نرتّب أحلامنا في خزانة العقلانية و نصنّفها حتى لا تأخذنا الطموحات و الأحلام لمصب نهر جارف لنجد أنفسنا في الأخير خائري القوى و نستنتج أن مكاننا الأخير للراحة هو القبر.

نستطيع أن نحلم كما يبدو لنا و نقدر على برمجة عقولنا بأننا طموحين و لكن الأهم من ذلك هو عرض هذه الطموحات على ميزان الشرع أولا ثم على ميزان الأولويات فلا ينبغي لنا ان نسعى وراء تحقيق حلم على حساب زواج أو عائلة سعيدة مثلا. و هذا ما لم تتقنه باري.

عندما أعلنت على نيتي قراءة هذه الرواية على الفايسبوك راسلني أحدهم أنه لا يجب عليّ قراءة كتب الفرس الروافض و بدلا من ذلك لابدّ و أن أتمتّع بالمؤازرة و أقرأ للسوريين، من جهتي ما إن قرأت الرسالة حتى ضحكت ملء ثغري و قلت في نفسي:" يا إلهي أليس للتفاهة و الحمق و الغباء حدا معينا تنتهي عنده"..يسعدني ان أردّ على الرسالة و اقول:

كيف نستطيع فهم الآخر إذا لم نقرأ أفكاره ؟ هذا من جهة و من جهة أخرى أيجب علينا في كل دائرة التذكر بأنّنا قوم وسط الدائرة و الجميع أعداؤنا؟؟أنا شخصيا لا أرى عدوا أقرب إلينا من أنفسنا نحن، إذ أننا نستمر و طوال هذه السنين في إتعاب عقولنا بالكلام الفارغ و بالتحليل العقيم بدون فائدة و لا تحصيل حتى إذا نصحتهم بالقراءة يتهمونك بالانتماء الفكري إلى أولئك.

أخيرا و ليس آخرا هذه الرواية أعطيتها خمس نجمات من خمس لأنها فاجأتني و علّمتني ما معنى الشادور و عرّفتني بتاريخ إيران و بطقوس المجتمع الإيراني شديد التناقض كما أبهرتني الكاتبة باعتدالها في وصف المشاعر و التحدّث عن وطنها و أحبائها و الناس الذين عرفتهم بكل أدب و لباقة و إبداع.

و بنفس الطريقة حاولت كتابة مراجعتي عن رواية بنات إيران للكاتبة ناهيد رشلان

سهيلة سعدوني

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
2 تعليقات