يسمعون حسيسها > مراجعات رواية يسمعون حسيسها > مراجعة أنس رجاء أبو سمحان

يسمعون حسيسها - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

يسمعون حسيسها

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

يسمعون حَسيسها . .

عندما تقرأ اسم الرواية فما يجذبك فيها أولاً هو إسمها، كآية قرآنية تجذب كل من يقرأهُ، وأما ما يجذبك فيها ثانياً فهو إسم الكاتب الفذ أيمن العتوم . .

عندما قرأت الإسم البديل للكتاب . "يوميات سجين تدمري" قررت أن أترك الكتابَ فأنا لا أحب أحداث السرد العقيمة في الحالات العادية، ولكن وبعدما بدأت في الكتاب وجدتني وعلى حين غفلة قد وصلت إلى صفحة 92 . . نعم لقد جذبني الأسلوب أكثر من غيرهِ، جذبتني القصة، جذبتني شخصية الدكتور إياد والتي تُمثل طبقة كبيرة جداً من طبقات وفئات المُجتمع العربيّ بشكل عام!

بدأت قراءة هذه الرواية الساعة 12:00 صباحاً، واتمتتها الساعة الـ 05:00 عصراً من نفس اليوم . . من شدة روعتها قرأتها في طريق الجامعة ذهاباً، وإياباً

كُنت أسمع عن سجون سوريا، وعن ما يحدث في داخلها، ولم أكن أصدق ذلك أبداً . . كنت أقول لا يمكن لشعب سوريا أن يفعل هكذا . . هل يعقل أن يفعل شعب "المُسلسلات" هكذا أفعالاُ إجرامية في السجون . .

سمعت أيضاً أنَّ لدى كل دولة، ما يميزها عالمياً، وتميزت سوريا بأسوأ سجون فِي العالم، وعزز الفكرة لديَّ الدكتور الكاتب أيمن العتوم في روايته "يسمعون حَسيسها"

تؤكد الرواية أن أن الحرب فِي سوريا الآن ليست حرباً للحرية فقط، وإنما حرباً على الإسلام بشكل واضحٍ، وأن إسلام حافظ الأسد كان اسلاماً للكذب على عامةِ الشعبْ . . وأظهرت أيضاً كُفر، وفجر النظام البائد في سوريا من أيام الأب الملعون "حافظ الأسد" . .

تتحدث عن مآساة إياد الذي قضى زهرة عُمره فِي سجون النظام "الأسدي" المَلعون . . قضى من عمره 17 عاماً . . قضى فترة التنور من عمرهِ، وفترة شبابهُ كله في هذه السجون . .

حُرم من رؤية ابنتهِ "لَمياء" مذ كانت في السنةِ الثانية من عمرها . . وَجلس في سجنهِ عاماً بعد عام يتصور كيف صار صوتها الآن، كيف كبرت، وكيف اكتنز صدرها . . حاول مِراراً أن يفكر في صوتها الجديد، وشكلها الجديد، إلا أنه أصر على تخيلها عندما كانت طفلةٍ، فهو لا يريدها أن تكبر في سنين بُعده عَنها . .

يجلس بجانب نافذه يسامر القمر، ويتساءا عن إبنهِ الذي كانت أمه حاملاً به قبيل اعتقاله . . يا ترى هل عاش؟ ماذا أسموه؟! . . هل يعرف شكل أباه . .

جلس يسامر النجمات في دجى الليالي يسأل نفسه، يا ترى ماذا أخبرت زوجتي عني لأولادي؟ . . . وجلس يفكر بما أخبره السجان أنهم أخبروا أهله بأنه قد مات . .

من زوايا الألم في هذه الرواية أنها تحدث عن واقع يعيشه معظم العالم العربي "القوميّ"

لن يمر فصلٌ من فصولِ هذه الرواية، وإلا ستبكي مكان الدمع دماً، ومكان الحشرجة آهاتٍ في القلبِ حرَّى . .

تميزت الرواية، بربط كل مرحلة من مراحل السجنِ بآية من آيات الله، ولم يغب عن ناظري مئات الآلاف من المساجين بأنَّ الله قريب، وأنَّ نصره آت . .

عندما بلغت الذورة عند المَساجين، قالوا "أين الله منا، وإن كان موجوداً لم لا يرحم عباده؟!" ، وبعدما أصابتهم مصيبة فاجعة في السجن عرفوا أنهم في نعمة كانوا من دون هذه المُصيبة، واستغفروا الله، على معصيتهم بطرح السؤال السابق . .

في الرواية فوائد جمَّة تعمق معنى الشعور الاخوي، وكيفية الاستفادة من العزلة؛ وأكدت أنه لو مات كل الجسم، وبقي العقل، فالانسان ما زال حيَّا؛ وأن العقل يحتاج الى التبادل حتى يعيش، وأظهرت حب المَساجين للعلم حتى في وَ هُم في سجن مشدد الحراسة يمنع عليهم حتى التنفس؛ كما وأظهرت كماً كبيرأ من معجزاتِ اللهِ في حفظ المُسلمين المَسجونين في السجن، وتوفيقهم لحفظ كتاب الله؛ واطمئنانهم الدائم، واستنارة وجوههم بنور الإيمان، والعديد العديد من الفوائد العظيمة ستجدونها مسطورة بين دفتي هذا الكتاب . .

تُبين لكَ الرواية جلد أهلنا في سوريا بخلاف ما كانت تظهره المُسلسلات السُوريَّة الفاجرة، والتي كانت تظهر أن الشعب السوري مُجرَّد شعبٍ "فافي" . .

أظهرت الرواية قوة أهلنا فِي سوريا، وأظهرت الحرب الشعواء على الإسلام، والتي قادها نظام حافظ الأسد الفاجر، ومن بعدهِ ابنه بَشَّار . . لعنهما الله . .

كَقارئٍ لهذه الرواية لم اتمالك نفسي من البكاء في كل موضعٍ في هذه الرواية، وكأنِّي انا المسجون لا إياد، وكذلك قتلتني دموع الفرحةِ عندما التقى الدكتور إياد بعائلتهِ، وبإبنته "لَمياء" التي قد صارت الآن فتاة شابةً . .رآها بعد 17 عامٍ من الغياب، هو عرفها بداية، وهي لم تعرفه . . عندما سمع ابنهُ أحمد يؤذن فِي المسجدِ . . الذي لم يره قطْ . .

أقولها مرةً أخرى، وكتجربةٍ أولى مع الكاتب، والشاعرِ الرائع أيمن العتوم . . رواية رائعة بحجم الألم فيها . .

#أنس_سمحان

Facebook Twitter Link .
13 يوافقون
5 تعليقات