1984 > مراجعات رواية 1984 > مراجعة أحمد واكد

1984 - جورج أورويل, الحارث النبهان
تحميل الكتاب

1984

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

إن كنت تظن أن جورج أورويل قد بالغ في تصوره للمستقبل. فلتعاود النظر مرة أخرى.

عندما أراد جورج أورويل أن يصور السلطة تتحكم في الماضي, جعل ذلك من خلال وزارة الحقيقة (الإعلام) و التي تقوم بالتعديل فيما قد صدر من صحف و كتب حتى لا يتعارض مع ما تريد السلطه أن تنشره من أخبار تخدم مصالحها الحالة , و ذلك حتى لا يكون هناك دليل يثبت تلاعب السلطه بالماضي. هكذا تصور جورج أورويل, تصور أن لا وسيلة لتعديل الماضي في عقول الناس دون تعديله في الوثائق وإلا عاد إليها الناس و علموا أن تلاعبا ما قد حدث.

و لكن العلم الحديث إستطاع أن يثبت أن لا حاجة لتعديل وثائق الماضي, فتعديل الماضي في العقول مباشرتا أسهل و أسرع . أنظر إلى حالنا اليوم .. كل شيئ موثق ليس في الصحف و الكتب وحسب بل صوتا و صورة, و أدوات التوثيق هذه لم تعد حكرا على أحد بل أصبحت في يد الجميع و النشر أصبح أسهل من حلاقة الذقن. إذن كل حدث موثق و منشور للجميع فهل منع هذا التلاعب في الماضي؟؟ أبسيليوتلي. على العكس تماما.

منذ ثلاثة سنوات كنا نعلم تماما أن هذا صديق و ذاك عدو, و اليوم إنقلب الصديق عدو و العدو صديق.

الحقيقة أن الأمر لم ينقلب, بل كان العدو عدوا منذ البداية و الصديق صديقا من اليوم الأول و لكننا نحن من عمينا عن ذلك. هذا ما يحاول الإعلام أن يقنعنا به, نفس الوجوه لم تتغير فقط غيرت مكانها من هذا الجانب إلى ذلك الجانب, و لم تجد أي غضاضه في أن تسب من كانت تسانده سابقا أو العكس.

فليذهب الإعلام و الإعلاميون إلى الجحيم, أنا لا أتحدث عن هؤلاء الشياطين, أنا أتحدث عن الناس أصحاب العقول هل يصدقون, هل ينتقلون من هذا الجانب إلى الجانب الأخر و يتحول صديقهم عدو و عدوهم صديق كما يحلو للإعلام أن يصور لهم ؟؟ و ماذا عن الوثائق التي سجلت الماضي صوتا و صورة ألا تلقي بعض الشك في القلوب ؟؟ على الإطلاق ؟! إذن فلا حاجة لإضاعة الوقت و المجهود في تعديلها مادام الإعلام (وزارة الحقيقة) قادرة على تعديل الماضي في عقول و قلوب الناس مباشرتا.

إن الإعلام اليوم أقوى أثرا من وزارة الحقيقة التي تصورها أورويل.

و يحضرني في هذا السياق إقتباسا من كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" لعلي عزة بيجوفيتش.

"لقد أثبت علم نفس الجماهير, كما أكدت الخبرة, أنه من الممكن التأثير على الناس من خلال التكرار الملح لإقناعهم بخرافات لا علاقة لها بالواقع. و تنظر سيكلوجية وسائل الإعلام الجماهيرية إلى التليفزيون على الأخص بإعتباره وسيلة, ليس لإخضاع الجانب الواعي في الإنسان فحسب, بل الجوانب الغريزية و العاطفية, بحيث تخلق فيه الشعور بأن الآراء المفروضة عليه هي آراؤه الخاصة.

....................................

....................................

فإذا كانت الدساتير في الماضي توضع للحد من سطوة الحكام, فإن دستورا جديدا سنحتاج إليه لكبح جماح هذا الخطر الجديد الذي يهدد بإقامة عبودية روحية من أسوأ الأنواع."

Facebook Twitter Link .
12 يوافقون
1 تعليقات