العرب وجهة نظر يابانية > مراجعات كتاب العرب وجهة نظر يابانية > مراجعة Ahmad Ashkaibi

العرب وجهة نظر يابانية - نوبوأكي نوتوهارا
أبلغوني عند توفره

العرب وجهة نظر يابانية

تأليف (تأليف) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

في هذا الكتاب يروي أحد المستغربين اليابانيين تجربته التي قضاها في البلاد العربية. يعتبر الكاتب كتابه هذا خلاصة تجربة أربعين عاما من دراسة العرب ولغتهم وأدبهم. وهدفه هو أن يعرف العرب ماذا يجول بخاطر الأجنبي عندما يزور البلاد العربية أو يطلع على ثقافاتهم.

تنقل الكاتب بين بلدان عربية منها: مصر, سوريا, المفرب, ليبيا, اليمن, وغيرها.. بهدف التعرف على الثقافات والعادات المختلفة لدى العرب؛ فخالطهم وعاش معهم وقرأ كتبهم وأدبهم واطلع على عاداتهم المختلفة..

والكاتب الياباني نوبوأكي نوتوهارا يكتب باللغة العربية بالرغم من مشقة ذلك حتى ينقل تجربته الشخصية. ولن نتوقع هنا بالطبع أسلوبا أدبيا.. ولذلك ستشمل هذه المراجعة الأفكار التي يعرضها الكاتب والأسلوب الذي اتبعه.

حقيقة في بداية قراءتي للكتاب استبشرت خيرا.. وأعجبني نقده لبعض الأمور في البلاد العربية.. فمثلا:

- ذكر أن هناك غيابا للعدالة الاجتماعية عند الشعوب العربية أي أن الناس ليسوا سواسية أمام القانون .. وهذا بالتالي يؤدي إلى غياب الحس بالمسرولية تجاه الممتلكات العامة ... فتجد التخريب وعدم الإخلاص في العمل..

- ذكر الظلم الذي تمارسه الحكومات العربية على شعوبها وتعجب كيف أن العرب لم يتعلموا من تجاربهم السابقة ومن تاريخهم في الظلم..وتساءل كم من الوقت يحتاجه العرب حتى يتخلصوا من القهر وقمع الحريات..

هذه كانت بداية الكتاب ومقدمته.. ثم انتقل بعد ذلك إلى سرد أحداث متفرقة حدثت معه أو مع يابانيين آخرين ليخربنا كيف اصطدم بالمجتمعات العربية وتعرض للسرقة أكثر من مرة وكيف لاقى معاملة سيئة في أكثر من موقف وما إلى ذلك من المواقف التي تبين عدم رضاه عن المعاملة التي لاقاها..

ثم يتطرق إلى مواضيع مختلفة تتعلق بالعرب مثل انغلاقهم على أنفسهم وعدم تعلمهم من تجارب غيرهم.. وكذلك تجربته مع البدو وتعجبه من بعض صفاتهم وعاداتهم وقيمهم.. ثم ذكر القضية الفلسطينية عبر ما قرأه من أدب الكاتب غسان كنفاني..

بعد ذلك يعرض الكاتب تجربته الأدبية في أعمال بعض الكتاب العرب وبالتحديد: إبراهيم الكوني وعبداللطيف اللعبي ويوسف إدريس..ثم يختم الكتاب بلقاءات صحفية نشرت في مجلات عربية..

الأفكار الجيدة التي عرضها الكاتب:

- على العرب أن يتعلموا كيف يعتمدون على أنفسهم بكل شيء واليابان خير نموذج على ذلك عندما وقفت على قدميها مجدد بعد الحرب العالمية

- عاطفية الشعوب العربية يجعلها تحب الرئيس وتمجده وهذا يجعله يتمادى في الظلم ويتمسك بالعرش..

- يعترف الكاتب بأن كلمة "وطن" عند العرب لا يقابلها أي كلمة في اللغة اليابانية لما تحمله الكلمة من معان ودلالات عند العرب..

ما لم يعجبني في الكتاب:

أولا: المحتوى:

لا يوجد أي نوع من الترابط بين فصول الكتاب فهو يروي الأحداث حسب ما تخطر على باله بغض النظر عن الزمان أو المكان ليثبت فكرة معينة للقارئ.. ثم إن محتوى الكتاب غير كافي ولا يعبر عن العرب ولا عن مجتمعاتهم ومن يقرأه دون أن يعرف شيئا عن العرب يأخذ فكرة مغلوطة عنهم....

وعرضه لأدب إبراهيم الكوني وعبداللطيف اللعبي ويوسف إدريس في غير محله حقيقة.. فأدبهم لا يمثل جميع مذاهب الأدب المعاصر الحديث... ولكنه يعرض فقط ما وافق هواه...

ثانيا: الأفكار:

يهاجم الكاتب بعض القيم والأخلاق العربية بشكل عنيف.. فهو مثلا:

- يعترض على الحجاب ويعتبر أنه يخبئ الجمال الذي حباه الله لعباده (وهو هنا لا يتحدث عن خسارة المرأة في تخبئة جمالها بل عن خسارة الرجل بأن حرم من رؤية جمالها)

- يعتبر الملابس المحتشمة نوع من القمع الذي يمارسه الدين على المرأة وأنه يحرم جسد المرأة من حاجاته الأساسية في "معانقة الطبيعة وممارسة الجنس"!!

- يذكر الكاتب في أكثر من موضع أن الدين هو أحد مصادر الصراع والعدوانية مع بقية الأمم.. !!

- يستغرب لماذا يعتبر العرب الجنس قذرا.. وهوو يسخر من مسألة "العار" فيما سماه ب"عقدة الشرف" عند العرب..وفي المقابل هو يعرض بعض الأمثلة للتحرر عند العرب على أنها هي الأمثلة الجيدة والتي على جميع العرب أن يفتحوا آفاقهم لتقبلها في مجتمعاتهم.. ويستشهد بقصص من الأدب الذي اختاره هو من روايات يوسف إدريس..

- كرر الكاتب أن الفلاحين العرب يعتقدون أن القرآن فيه حل لجميع المشاكل وأنهم لا يحتاجون إلى كتب أخرى ولذلك أصابهم الجهل وجمود في التفكير..

بشكل عام:

بالرغم من أن الكاتب قضى أربعين سنة في دراسة العرب وثقافتهم إلا أنه فاته الكثير.. ألم يكن من الأولى له أن يتعرض قليلا لدراسة الدين الإسلامي وبعض كتبه؟ ثم إنه يسرد بعض الآفات التي شهدها في المجتمع العربي والتي قد لا يخلو منها مجتمع آخر.. فأين هو المجتمع الذي لا يمكن أن يتعرض فيه أحد إلى السرقة مثلا؟ وهو يميل إلى أن يكون المجتمع منحلا متحررا من "عقدة الشرف" ويمارس الجنس بكل حرية كما يحدث في اليبان...

لقد كتب أنيس منصور في كتابه "أول نظرة" أن اليابان فيها تحرر وانفتاح كبير في العلاقة بين الرجل والمرأة حتى إن الرجل لا يغار على زوجته.. ففي بعض الحلات قد يكون لها عشيق وهو يعلم وتكون له عشيقة أو عشيقات وهي تعلم .. دون أي مشكلة..

فأي مجتمع هذا بالله عليكم...

أصبت بخيبة أمل شديدة في هذا الكتاب.. حيث توقعت أن يعرض الكاتب بعض الحلول وعوامل النهضة للبلدان العربية.. لكنه مجرد رأي فردي يظهر العرب على غيرحقيقتهم...

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
2 تعليقات