مأساة الحلاج > مراجعات كتاب مأساة الحلاج > مراجعة هدى محمد

مأساة الحلاج - صلاح عبد الصبور
أبلغوني عند توفره

مأساة الحلاج

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بكيت بحرقة وشوق وكان هذا رد فعل فاجئنى أكثر من أى شخص آخر ..هل كنت أبكى حالى فى التعبد بعدما رأيت حال من هم مثل الحلاج؟؟ ..أم كنت أبكى الحلاج نفسه؟؟ أم ياترى كنت أبكى مأساتنا التى صارت هرما يضرب بجذوره فى تاريخ طويل طويل لا يعلم مداه سوى رب البرايا ..فطالما اختلفت الشخوص والوجوه أو حتى الأمكنة والنتيجة واحده وفى كل مرة .وأحسبنى ما رأيت قوما يبغون الجهل سبيلا عمدا وبسبق إصرار ونية مبيته سوانا نحن!! ..نحُكِم إطباق أجفاننا كى لانرى مانعجز عن رده فنرد لذواتنا المسلوبة الكينونه لنشعر بالقهر ..ولى ثمة رجاء أيها المقبورون صلوا من أجلنا ..عل صلاتكم تشفع ذات يوم !!

لعلنى كنت أبكى حلاج زماننا هذا وأزمنة أخرى مضت وأزمنة كثر ستأتى وإن كنت اتمنى من خالص قلبى أن يتبدل الحال ..

وبعيدا عن لعبة السياسة اللعينة ومبدأ النفعية الذى يجرى منا بنو البشر مجرى الدم كأنه شيطانا يفوق ابليس حقدا وغلا ..قالها أشرف الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم ..ماأخاف عليكم أن تشركوا بعدى ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها (يقصد مفاتيح خزائن الأرض) سيظل المال مبعث كل شرور العالم وأما السلطة وابتغاء الحكم ففتننا التى لن نبرأ منها فى هذه الدنيا . إثمنا المصلوب فى اعناقنا مشوها جباهنا

وماذا عساى أن أقول يا عبد الصبور إذ أنك وفى نصا واحدا اختصرت فى غير إخلال ماقد تحويه أعمارا وأعمارا ..زهدا ..ألما ..مكاشفة لأنفس شحيحة وأخرى معذبة وثالثة هائمة فى ملكوت الرحموت ..ضحدت الحجة بالحجة ورددت البيان بالبيان ..وواريت حينا ..وأوضحت إسهابا أحايين أخرى ..

أحسنت يا هذا وإن كنت أعرف أنك لن ولم تكن لتنتظر كلمة كتلك من قارئة متواضعة مثلى لكنك استحققتها بكل حرف وكل مبنى ومعنى .

أعتقد بلا شك بل أؤكد جزما أنك من قليلين أثروا فى حياتى ولن أعود يوما مثلما كنت قبل على الأقل فى مفهومى لربانية العبد التى قد يهبها الله له إن أخلص فى العباده "عبدى أطعنى تكن عبدا ربانيا تقول للشىء كن فيكون" حديث قدسى * ولكن كيف وصل هؤلاء لهذى الدرجة من العشق والفناء فى العبودية ..كيف يرون عبودية الخوف والطمع إلحادا لايليق بخالق عظيم مثل الله العظيم؟ ..كيف تنصلوا من كل ثوب شابه منفعه إما بدرأ عذاب أو فوز بجنة ؟ ونقحوا قلوبهم عبودية لله لأنه يستحق العبودية فى ذاته وكمال صفاته ..كيف لهم بهذه الشفافية القلبية ؟كنت قديما اسمع أمى تخبرنى مقولة عن رابعة العدوية رضى الله عنها واتعجب كثيرا ..بل إننى ليلة سمعتها للمرة الأولى من أمى ما خالجتنى سنة من نوم هانىء أو راحة فى مهدى ..كاد عقلى ينفجر بـ كيف؟ وكانت رابعة تقول "اللهم إن كنتُ أعبدُكَ طمعًا في جنَّتك فاحرمني منها، وإن كنتُ أعبدُك خوفًا من نارك فاحرقني فيها" من أين لها بهذه الثقة ولكنى لاحقا واليوم أدركت مبطن معنى العبارة ..ليست عهدا ممدودا أخذته على الله أن تدخل الجنة أو حتى يقين بأنها تحاشت النار السرمدية حاشا لله وإنما إقرارا بعبودية الله لأنه أهل لذاك ابتداء ومن ثم يأتى الطمع بالجنة وخشية الوقوع بالنار.

سأنتهى الأن لأننى إن قلت ماوفيت.ويتبقى قولا واحدا

أفضل ما أهديتنى إياه ياعبد الصبور هو رفيق تعلمت منه شيئا "الحلاج" ورفيق نبذت منه أشياء " الشلبى" ورفيق تمنيت لو اراه مجسدا فى يومى الحالى "ابن سريج" ورفيق دعوت الله ألا يبلى به قوما "أبو عمر" هذا بالإضافة لبضعة أبيات سأحفظها فى قلبى للتذكرة وربما للعبرة ..أو للتأمل وفهم مبهم وغامض الأشياء من حولى فعلى كل الأوجة أنا مدينة لك بالكثير ..

لاأريد أن انهى المراجعة أشعر أننى أعطيتك أقل مما تستحق ..بيد أن كلماتنا ستنفد هذا وعد الله ولكن ليس لمن قالها بإخلاص وأتمنى أن أكون وفقت فى إخلاصى إن لم يحالفنى حظا وافرا فى تبيانى .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق