مصر من تاني > مراجعات كتاب مصر من تاني > مراجعة Marwa Fuda

مصر من تاني - محمود السعدني
تحميل الكتاب

مصر من تاني

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

مصر من تاني .. مصر برؤية تانية .. برؤية فلاح مصري مثقف إلتقطت عيناه الذكيتان بطولات هذا الشعب وتاريخه الحقيقي البعيد كل البعد عما سطره المؤرخون في كتبهم من حكايات وأساطير تمجد الحكام والسلاطين وتتجاهل البسطاء والعامة !

يروي لنا محمود السعدني تاريخ مصر من تاني ، تاريخ الصياع والمتشردين لا المخبرين والبصاصين على حد تعبيره !

يبدأ السعدني حكاياته منذ دخول الاسلام مصر ويمر بأحوال المحروسة خلال العصرين الوسيط والحديث مرورا سريعا لا يتوقف فيه امام المعتاد تكراره من الاحداث والاخبار التي تناقلها المؤرخون وإنما نجده يتوقف بسخريته المعهودة أمام شخصيات لم يحفل بها التاريخ رغم ما كان لها من دور عظيم !

لغة محمود السعدني القريبة من القلب وسخريته اللاذعة هي أهم ما ميز كتاباته، تشعر وكأنك جالس إلي رجل حكيم على ضفاف نهر النيل في أريحية شديدة يحكي ويقص عليك أنباء السابقين في ود وحنو وحكمة الاجداد.

الكتاب رائع وأعجبني جدا واستفدت منه كثيرا وأنصح بقرائته .

إلا أني لي ملاحظة على الكتاب وهي أن الكاتب وقع في الفصل الاخير من كتابه فيما انتقد فيه المؤرخون من قبله وألف بسببه هذا الكتاب، وهو الإنحياز وعدم الحيادية ، فقد تبدلت شخصية السعدني الفلاح الفصيح فجأة بشخصية السعدني الناصري النزعة والتوجه والاعتقاد حتى النخاع!

ولم يستطع الكاتب إخفاء ذلك بل أذاعه في فخر غير مبال بالحيادية العلمية المطلوبة ! فنجده يكيل الاتهامات لكل من عارض عبد الناصر وكل من خالفه في التوجه ! وكعادة الناصريين يصفون العصر الملكي بأبشع الأوصاف متجاهلين كل ميزة كبرت أو صغرت فيه وبالطبع نالت حقبة الرئيس السادات ما نالها من هجوم السعدني الشرس !

فنجد مثلا السعدني يقول متحدثا عن ثورة يوليو التي وصفها بأنها "هدية السماء إلي شعب مصر" بقوله:

"ولم تفاجئ الثورة الجماهير فحسب، بل فاجئت الجميع ... " !

إنني لا ادرك حقاً ما هو كنه الثورة التي تفاجئ جماهيرها؟ إذ كانت الثورة في ذاتها هي عمل شعبي تقوم به الجماهير !

ويقول السعدني واصفاً عام 1954 وهو العام الذي أطاح فيه عبد الناصر بكل خصومه وأودعهم السجون –حسبما ذكر السعدني نفسه في كتابه- : "لقد كان عام عبد الناصر، وكان أعظم وأمجد الأعوام" !

ولكنني لست هنا بصدد الدخول في هذا الجدل التاريخي الشهير واللامتناه والذي لا

أفضل بالتأكيد المشاركة فيه ، فما يحمله المستقبل أجدر بالمناقشة من كل ما يتعلق بأمور الماضي وأحواله !

ولعلني أقتبس عبارة رائعة سجلها السعدني في كتابه عن تلك الفترة التي لحقت ثورة 1919 وتكونت فيها الاحزاب وتفرق الناس بين تلك الاحزاب شيعا ، يقول على لسان شخص يدعى البابلي: "وكانت الناس لا تزال منقسمة حول على بعضها حول سعد وعدلي. وكانوا يطلقون على أنصار عدلي عدلست ، وعلى أنصار سعد سعدست. وسأله بعضهم بعد أن أصبح الثوار في السلطة : انت عدلست ولا سعدست؟ فأجاب البابلي في مرارة : "أنا فلست" ، ما أعمقها من نكتة" !

ويبدو أن هذا هو لسان حال الشعب المصري على مر العصور و رغم اختلاف الثورات وتتابع الحكام واختلاف الساسة والمثقفين ، يظل هذا الشعب الصبور حاملاً على الدوام راية : "أنا فلست" !

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق