تويا > مراجعات رواية تويا > مراجعة Waled Abd Elmonem

تويا - أشرف العشماوي
تحميل الكتاب

تويا

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حالة من الأنبهار والمتعة الفكرية

والصفاء الوجدانى جراء قراءة

تلك الرائعة المسماه "تويا" ما

أجملها ملحمة جسدت جوهر العشق المطلق كماينبغى له أن

يكون جسدت أهمية وحتمية توجيه ذواتنا إلى المسارالصحيح

وعودة الأنتماء الى جذورنا التى

كثيرا ماتركناها وأهملناها عمدا

أوتقصيرا فالنتيجة واحدة هى أننا

تخلينا عن جزء لايتجزأ من إمتدادنا

الطبيعى واتجهنا إلى من ليس

بيننا وبينهم روابط من صلة

ودم وجذور

تدور أحداث الرواية فى السبعينات

يوسف كمال نجيب ولدمن أب

مصرى هوالدكتوركمال نجيب

أستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب

وام انجليزية السيدة براون والتى

تنتمى إلى عائلة أرستقراطية

لم تكن تحب العيش كثيرافى

مصر فكانت تذهب الى موطنها

ليفربول وتركت يوسف لأبيه الذى

رعاه ورباه حتى أدخله كلية الطب

ثم توفى بعدأسابيع من جنازة

عبدالناصر ليترك يوسف وحيدا

فى مصرتأتى أمه لزيارته بين الحين والآخر

كان يوسف عبقريا فى دراسته

وتخرج من كلية الطب بتفوق

حينهاقرريوسف ترك مصر والذهاب إلى انجلترالتكملة

دراساته وكان ينظرللطب من

منطلق نفعى بحت برستيج ومال

وفير لكنه لم ينظرللمهنة على إنها

رسالة مثلما كان والده كذلك

مضت أيامه هناك على وتيرة

نمطية من الحاح أمه السيدة

براون لأن يرتبط بالفتاه الانجليزية

كاترين حتى تضمن بقاؤه بانجلترا

إلى إصرارها على اصطحابه

الى حفلات تقام شهريا تسمى

الكوكتيل وفى إحداها تعرف على

البروفسير جورج راندال وكانت

تلك المقابلة بمثابة النقطة الفاصلة

التى غيرت خط سيرحياته180

درجة وأعادت ولادته من جديد

كان البروفسيرجورج راندال يؤمن

بان الطب رسالة وكان لديه

مؤسسة طبية خيرية ومركز

للأبحاث العلمية المعنية بالأمراض

المتوطنة خاصة فى أفريقيا

مثل مرض الجذام وهومرض جلدى كان لايجدى معه علاج فى

ذلك الوقت من السبعينات وهو

مرض لعين يتسبب فى تدمير

أطراف الجسم بالتدريج

أراد البروفسير أن يستفيد من

تفوق يوسف العلمى والطبى فى

تطويرعلاج لهذا المرض وإرساله

إلى كينيا لتطبيق أبحاثه وتجاربه

هناك وبالطبع لم يكن إقناع

يوسف بالسهل اليسيرلكن بعد

تفكير مراوغ لايخلو من النفعية

فى استغلال اسم جورج راندال

وإنهاء دراسته دفعاه لان يقبل

على مضض بتلك الأرسالية الطبية

ذهب يوسف إلى كينيا وهناك

رأى على أرض الواقع ماتعانيه

تلك البقعة من القارة السمراء

من تفشى للمرض والفقروالجهل

وتجارة فى الأعضاء البشرية

بمنتهى الوحشية ونهب مناجم

الالماس إستمر يوسف فى

أبحاثه حتى تعرف على تويا تلك

الفتاه السمراء الجميلة التى

قلبت حياته رأسا على عقب

وأحبها بجنون رأى من خلالها مالم

رآه من قبل لنلمس التحول المثير

فى شخصية يوسف من طبيب

كان لمهنته على إنها طموح ومجد

شخصى إلى طبيب أدرك أن

مهنته رسالة يجب أن تصل للجميع

وأن هناك من هم فى أشد

الأحتياج الى معاونته وأدرك

أهمية عودته لجذوره

وإذا نظرنا إلى بعض شخصيات

الرواية سنجد أنها أكثر من مجرد

شخصية فى رواية لأنها تمثل

فى حد ذاتها إسقاطات هامة

فشخصية تويا جسدت روح وجوهر قارة أفريقيا

أيضا رأيت فى شخصيات

إيراى ونيفيل تجسيدا للطمع الغربى فى افريقيا واستغلالهم

للمرض والفقر والجهل فى

استنزاف جميع مقدراتها حتى

وصلت الوحشية بهم الى المتاجرة

باعضائهم البشرية وسط غياب

تام للضمير الأنسانى

وكان الأستثناء الوحيد لذلك

البروفسيرجورج راندال وكانت

شخصيته بمثابة إعادة التوازن

بان هناك أيضا من يفكر فى تلك

القارة بآدمية وضميرإنسانى حى

تويا ملحمة رائعة أرادت تذكيرنا

بجذورنا المنسية فى تلك القارة

لماذا أهملناها وابتعدنا عنها ونحن

الأولى بها حتى صارت بكل أسف

مرتعا لأعدائنا

رواية تويا قدمت بأسلوب سلس

وشيق مغلف برومانسية جميلة

إستحقت عن جدارة دخولها

قائمة جائزة البوكر حتى وإن لم

تنل الجائزة وعزائها الوحيد إنها

ذهبت لرواية لاعنها أهمية و

روعة وإبداعا

من يريد أن يرى أفريقيا على

حقيقتها ويسنمتع بالرومانسية

الخلابة فليقرأ تويا

‏ وليدعبدالمنعم

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق