عزازيل > مراجعات رواية عزازيل > مراجعة Fatma Alzhraa94

عزازيل - يوسف زيدان
تحميل الكتاب

عزازيل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بسم الله الرحمن الرحيم

أعتقد أنه لابد أن نبدأ بالبسملة حين نكتب عن عزازيل !!

جملة من الأعاصير والأمواج الفكرية والتقلبات النفسية والروحية أغرقني

بها زيدان هنا

حقاً لتلك الدرجة التي جعلني حائرة من أين أبدأ وهل أمدح أم أسخط أم ..

حاول زيدان أن يعالج عدة أمور أولا شخصية ذلك الأنا والأنت وال هوَ

والذي يتمنى أن يكون مؤمناً صالحاً طبيباً شاعراً وراهباً !!

هيبا .. وتلك الشكوك والترددات ابتداءً بقتل أبيه على يد قومه وأهل ديانته لأنه ساعد وثنياً ! مرورا ً بجدل التدوين والكتابة ..والغوايات .. وليس انتهاءً بعزازيل اللعين وحواراته معه كل ذلك الجدل الذي جال بكل أركان هيبا (كل ذلك ساعد على تكوين تلك الشخصية المضطربة )

النزعات بداخله ومجادلة النفس تلك التي أقع بها كثيراً وكثيراً جداً

تبريرها .. عقابها .. تأنيبها .. ألمها .. عذابها ومعاناتها .. لكأنك تشعر أنه

مقذوف هنا بين هذه الحياة " متخبط خبط عشواء " وأقول مثلي أحياناً ..

ثم يصدق ذلك بقوله مراراً عن نفسه (كنت مسرعاً نحو غايةٍ لا أعرفها، في لحظةٍ ما أدركت أنني لا أعرفني )

ثم .. إن غرابة شهوات ورغبات ذلك الإنسان الذي لا أدري لم حكم على نفسه بأن يكون

راهباً .. ثم قلت هو لم يحكم على نفسه بل الواقع الذي أجبره على ذلك

ثم عاودني تحليلي للقول وإن كان فهو طبيب ومفكر كيف أنه حين لام ذلك

الشاب الذي ظنه الشيطان وقد تمثل له بصورة بشري ! كيف لامه بفعلته مع عنزة !!عنزة !! ثم أمه ثم أخته !! بسبب الفقر (ربما لأن هذه القصة من أكثر ما أثر فيّ .. ) جعلتني أفكر لمَ لمْ يلم نفسه بأنه

ارتكب ذلك مع أوكتافيا حتى وإن لم يكن ذلك بإرادته فإنه كرر ذلك مع مرتا بإرادته !! لم يسأل نفسه ما الذي يعوقني الفقر, الدين

العقد النفسية, الجبن , الخوف من العالم الخارجي ؟؟؟! هو بالفعل حكم

على نفسه بالرهبنة وكان قادرا على حماية نفسه من كل هذا محصناً إياها .. ثم أنه قد عرض عليه ذلك الأسقف نسطور ؟؟! أيريد زيدان هنا أن يثبت الآية الكريمة التي تقول (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ) سورة الحديد

أم هو إثبات لهذه الشخصية التي لا تستطيع السيطرة حتى على نفسها ؟؟!

لا أعلم !

وثم أنه كان يصف كل واحدة منهما هذا الوصف الدقيق المبالغ به الذي جعلني أؤمن أنه لو قدر له حب أخرى والتعرف عليها لكانت نفسه تواقة لوصف لها مثل هذين الوصفين وكأنه لم يعرف غيرها !!

هل ذلك الوصف كان نتيجة لرقة ذلك الإنسان وهنّة جوارحه في تأمله بالحمام في إشفاقه على الأطفال حين يصرخون في تأثره بصوت مرتا والترانيم المقدسة وفي إطلاقه على نفسه إسم هيبا تيمنا ب هيباتا !! حتى كدت أقول هذا إنسان مقدس !

وكم كان صادقاً حين قال كلنا ننام كل شي إلا ذكرياتنا وذنوبنا !!

كل ذلك الصراع الداخلي في شخصية هيبا محال إلا أن تجعله يصاب بتلك الحمى التي حتى بإصابته بها كان في نزاع عاقر نفسي منهِك مع _عزازيل _

حتى جعلني أنزعج من صدى صوته حين قال (“أنا يا هيبا أنت ، وأنا هم. ترانى حاضراً حيثما أردت ، أو أرادوا. فأنا حاضر دوماً لرفع الوزر ، ودفع الإصر ، وتبرئة كل مدان. أنا الإرادة والمريد والمراد ، وأنا خادم العباد ، ومثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم. ) وكأنني سمعته اللعين !!

* العصبية .. الطائفية .. الحزبية التي تمثلت بها الكنائس والتي أدت إلى طمس مفكر حاول قدر الإمكان أن يثبت لهم حقائق تقصاها بوعيه وإدراكه ودراسته لكنهم لم يقبلوها وتصدوا لها بعزله !!

ويكأن زيدان يؤكد لنا هنا أنه لا مكان للعقل والمنطق في هذا الحياة السيادة للقوة للذين يسفكون الدم للذين يقتلون العلماء لأجل أن يصعدوا الأبراج والحكم والرئاسة .. واقع مؤلم ! ويحدث كثيرا ..

الفلسفة .. الأسلوب .. السرد القصصي .. الخيال .. العلم والتاريخ والديانة والجنسية كله اختزله زيدان هنا .. يااااه

أرهقتني تلك الرواية أرهقت جوارحي وأنفاسي وجسدي فعلاً ,, حتى شعرت أنني غارقة بها سكنتي أحياناً

سأتحفظ عن بعض السلبيات في بعض النصوص .. لكن العمل مذهل حقا وبديع جذبني به زيدان لأبعد الحدود في انفعالاتي وأعتقد أنه لم يكتب بهذه الروعة قبلها ..

أعتقد أنها منحتني رؤىً وأفكار جميلة وذات نقلة نوعية وقد قال جلال أمين الكتب الرائعة تلك التي تمدك بأفكار وهذه منهم !

أخيراً أقول حيلة ذكية يا زيدان أحسنت ..

أكثر جملة أعجبتني بكل الرواية

"الحمار لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون غبياً ,هو صبور بطبعه وقد يبدو الصبر غباءً أحياناً وجبناً أحياناً .. يبدو أنني قضيت عمري حمار !! "

هو قال ولستُ أنا ^_^

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
2 تعليقات