كخه يا بابا > مراجعات كتاب كخه يا بابا > مراجعة أمل لذيذ

كخه يا بابا - عبد الله المغلوث
أبلغوني عند توفره

كخه يا بابا

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ربما نتمكن من قراءة ما يخطه الأطفال في دفاترهم بالرغم من كون بعض كتاباتهم غير واضحة ،و ربما نبتسم عندما يطلعونا على رسوماتهم ،و إن لم يتبعوا تعليمات معلميهم أو تعليماتنا أو ألوان الواقع في الرسم و التلوين،و مع ذلك نجد صعوبة جسيمة في الوصول إلى إدراك ما تقوله كلمات عقولهم و تخيلاتهم القلبية و نبضاتهم الإبداعية،هم يظهرون لنا أحيانا ما نرغب في رؤيته ليرضونا و لكنهم فيما بينهم و بين أنفسهم يعرفون و يعيشون في عالم أجمل،فكل طفل لديه ذلك العرزال الخيالي الجذاب في ذهنه و إن كان وسط عائلته أو في صفه أو حتى مع أصحابه ،وأي سلم علينا أن نصعد لكي نصل لذلك العرزال ؟و هل سيفتح الأطفال أبوابه لنا ؟و هل هناك توقيت مناسب لزيارتهم فيه؟و ما هي الأدوار التي يقومون بها فيه؟

كتاب(كخه يا بابا) للكاتب عبدالله المغلوث،يشير إلينا لنتوجه إلى ذلك العرزال الطفولي اللطيف ،هو عرزال كل شخص فينا عرفه و دخله في وقت من حياته و لكننا أضعنا سبيل الوصول إليه مع الوقت و بحجة متاعب الحياة،فصفحات الكتاب هي درجات السلم لنصل لمجأ الطفل الذي يحتوينا،هو طفل مبدع و به هوس المعرفة و الرغبة في إقتحام الحياة،كثيرا ما نسكت هذا الطفل أو نبعده عنا متعذرين بأسباب نحن غير مقتعنين بها،و حينما ندخل لهذا العالم المغري للأحلام سنستمع و نشاهد عروض مسرحية لما كنا نود أن نكونه و ما كنا نتمنى تحققه،و لعل الكاتب أهدى الكتاب لأطفاله لأن محتوياته تدعونا لمراعاة آمال الأطفال و تنمية قدراتهم ،و من ضمن هؤلاء الأطفال أولئك الذين إختبئوا فينا،و ينطلق الكاتب ليسمعنا الحكايا لنتعظ و لنعتبر و للندهش بها و لنستمتع بها كما الصغار،هو يتحدث بصوت هادئ و واعظ و لكن بطريقة مستساغة و ليست متدعية الكمال،و أحيانا يمسح مفرداته ببعض الضحكات ليقترب من الحقيقة بخفة دم،هو يعتمد على رواية ما مر به و ما مر أمامه،هو يستعين أيضا بإقتباسات أدبية و إنسانية و علمية لتكون مثل قطع الشوكولاتة التي تقدم للأطفال،نقدمها قليلة و لنسعدهم و لتكون جزءا من بعض قوتهم ،و من ضمن الحكايات التي إرتمت على أنفاسه كانت تأملاته في أحوال نفسه و تصرفاته في فترة سفره ...

ففي الموقف الأول يحكي لنا قصة طفل لم تكتمل بسمته أمام عدسة الكاميرا لإنه كان مجبر على الإبتسام من قبل ذويه و أمام الملأ تم تعنيفه على تمنعه و معاندته،و في الموقف الذي يليه تحدث عن تناقضات صديقه الذي رفض أن تكمل أخته دراسة الطب و كسر مجاديف طموحها لتدور الأيام، و يوافق على أن تتخصص إبنته في ذلك المجال و ليقدم إعتذار متأخرا للغاية لأخته،و من ثم تكلم عن ثقافة الإعراب عن الأسف إثر موقف حصل معه و أيضا الإلتزام الأخلاقي في معاملة الآخرين،و بعد ذلك أتت حكاية هي المفضلة بالنسبة لي و هي حكاية الموظف السيريلانكي البسيط الدائم التبسم ،و ما أحببته في شخصية هذا الموظف هو إنسجامه مع نفسه و مع ما منحته إياه الحياة بالرغم من تراكم الهموم عنده،و من ثم يعطينا الكاتب وصفة علاجية و هي كتابة مشاعرنا على ثلاث فترات في اليوم ،و أرفق مع وصفته تأكيد الطب عليها،فمن المهم تصفية ما في النفوس ليسير الإنسان مرتاح البال،و ذكر الكاتب مواقف للشباب في مجتمعه مع الكسل و بين أضراره الجسمانية و النفسية ،فالكسل يخلق علل تكمم بهجات العيش،و شرح لنا بصورة قصصية عبارة "أكيد تحبني؟" المتداولة بين الشباب و ما يواكبها من سوء فهم منهم لقول أو ترحيب بهم من قبل الفتيات من مجتمع مغاير،فالفتيات هناك يتصرفن بتلقائية و يبتسمن كرد للتحية لا أكثر،و بعد ذلك جاءنا الكاتب بإحصائيات إيجابية و هامة للغاية تبرز دور العمالة الفلبينية ليس فقط في المجتمعات الخليجية فحسب و إنما عالميا أيضا،فالعمالة الفلبينية لا يمكن الإستغناء عنها خاصة في مجال التمريض و ذلك لإلتزامها الكبير و جودة عملها،و من ثم و برفق جم فسر موضوع تبادل شحنات السعادة بين الناس ،و كأن كل فرد هو مولد تصبح سعادته أكبر إذا أسعد غيره،و عاد الكاتب للحديث عن العمالة الآسيوية في الخليج و لكن هذه المرة تحدث عن الظروف الصعبة لفئة السائقين منهم من خلال قصة السائق غلام خان ،و حكى لنا حكاية من أسماهم ب "حراس الكراسي" و هم من يحابون رؤوسائهم و مدرائهم لدرجة تزلفهم في أصغر الأمور و منها حجز كراسي لهم قبل وصولهم،ورجع الكاتب لنقطة علاقة الرجل الخليجي بالمرأة و ما يشوب هذه العلاقة من توتر لإنفصال الجنسين عن بعضهما ،و هذا الأمر يؤدي إلى مفارقات عديدة ذكر أمثلة عليها،و شدد كاتبنا في حكايات قصيرة و سريعة على إختفاء قيمة النظافة و تأثير ذلك على الأفراد و رؤاهم ،و من ثم توالت قصص غير فيها شخوصها زوايا نظرهم فتغيرت حياتهم ،و بعدها نعرف قصة "كخه يا بابا" و هي التي حمل الكتاب إسمها ، و مضمونها يدور حول تمكن القبلية في المجتمعات الخليجية و حول ثقافة إلجام الآراء بدواعي بأنها معيبة قبل أن يتم التلفظ بها ،و هناك قصة عدم فتحه الباب لسيدة كبيرة في السن و كيف تعجبت من خلوه من الأحاسيس،و من ثم صف حكايا و مواقف تزف إحتواءات بالتفاؤل و نوايا الخير ....

كتاب (كخه يا بابا) للكاتب عبدالله المغلوث،فيه عتب قصصي على ما قيل و على ما لم يقال ،و هذا العتب أيضا ساري على الأفعال ...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق