يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعات كتاب يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعة إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)

يوما ما كنت إسلاميًا - أحمد أبو خليل
أبلغوني عند توفره

يوما ما كنت إسلاميًا

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كان القلب يرقص طرباً والثغر ينطلق باسماً كلما أبحرت في جنبات هذا الكتاب ولسان الحال يقول اللهم هل من مزيد. فهذه المرة الأولى التي أجد فيها من يتكلم معي نفس اللغة ويحمل نفس الهم بل ينشد معي ويردد "غرباء ولغير الله لا نحني الجبااه... غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة"... لست ممن ينتمون الى حزب أو تيار وربما كنت أقرب الى ما أسماه أحمد أبو خليل الاسلاميين المستقلين، الا أن ما مرت به طفولته وطفولتي والآن شبابي فيه من التقارب الكثير على الرغم من أن الطفولة كانت أكثر انفتاحاً نوعاً ما.

لا أعتبر ما سأكتبه الآن مراجعة للكتاب لكن هي تسجيل لانطباعاتي والمشاعر الجياشة التي تدفقت أثناء قراءة الكتاب. على الرغم من اختلاف الأوطان في هذا الوطن العربي المترامي الأطراف الا أنني وجدت تشابه كبير في النشأة على الرغم من كوني من الأردن والكاتب من مصر. الأدعية والورد اليومي، أناشيد الطفولة، المشاركة في الأنشطة المدرسية وكوني وإخوتي من الحاضرين الدائمين في الفعاليات الانشادية والمسرحيات التي كانت تقام كل عام، "لبيك اسلام البطولة كلنا نفدي الحمى... لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما"، النشاطات الجامعية وكنت ممن يخرجون في حملات مساندة التيارات الاسلامية في انتخابات مجلس الطلبة ومن الحاضرين الدائمين في فعاليات نصرة فلسطين والمسجد الأقصى (صلينا في أيامها صلاة الغائب وخرجنا في مظاهرات طلابية عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي).

هناك من لم يعجبه ايراد الأناشيد في كل صفحة ولكن من عايش تجربة مشابهة لتجربة الكاتب يعلم يقيناً أن الانشاد جزء لا يتجزء من ثقافتنا فهي على خلاف الأغاني احدى الوسائل التي تثير الحماس وتبث روح المغامرة والشعور بالغبطة والسرور (عليكم أن تشاهدوا احدى فعاليات نصرة الأسرى في السجون الاسرائيلية مثلاً أو مهرجانات الأقصى في خطر لتستشعروا مدى تفاعل الجماهير مع هذه الأناشيد أو ذلك الشعور العارم عند رفع السبابة في الهواء والتكبير) بل وأعطت مصداقية أكثر لهذه التجربة.

تجربة الكاتب مع المسجد والرحلات الكشفية هي مشابهة الى حدٍ ما مع الفعاليات التي تقيمها المساجد في أحيائنا على الرغم من كونها لا تأخذ صفة حزبية أو محسوبة على تيار معين. فشقيقي ممن عايشوا تجارب مماثلة في الخروج بالرحلات الكشفية مع المسجد الى البحر الميت والعقبة ومسابقات كرة القدم وحفظ القرآن وما الى ذلك. الأفكار التي كونها أحمد أبو خليل في سن مبكرة بل ورفضه الانخراط تحت أي مسمى يدل على وعي ونضج قلما تجده في شباب هذا الجيل وبسن مبكرة مثل سنه.

ذكره للشهيد القائد نزار الريان رحمه الله أعاد علي ذكريات حرب الرصاص المصبوب وتلك الصرخات حين سمعنا بقصف منزله المكون من أربع طوابق واستشهاده هو وأفراد عائلته عدا أربعة من أبنائه. من يشاهد الفيلم الوثائقي الذي أنتجته كتائب عز الدين القسام عن الشيخ نزار يمكنه أن يرى لماذا هذا الشيخ البطل المجاهد المرابط على الثغور العالم صاحب المكتبة العلمية الكبيرة ترك هذا الأثر في نفس أحمد أبو خليل وكم غبطته على فرصة لقائه تلك.

قليلون ممن صادفتهم في حياتي من الأصدقاء ممن حملوا معي نفس الهم ونفس المشاعر تجاه تحرير فلسطين والجهاد في كل بقاع العالم بل حتى القراءات!! قد يكون تحيزي للكتاب نابع من وجود أحدهم ممن يشاركني الهم نفسه ويقرأ نفس الكتب ويردد الأناشيد طوال الوقت ويتغنى بحمل السلاح في غزة ومشاهدة كتائب عز الدين القسام. قليلون هم من ينقدون ويجلدون الذات ويتحدثون عن تجاربهم بموضوعية وواقعية ويرون أن في نقد تيار أو حركة فرصة في تصحيح المسار حتى لو تطلب اعادة بناء المفاهيم ونقض التنظيم بأكمله. العديد من أصدقائي ممن تركوا دعم التيارات الاسلامية لفشل تلك الحركة أو الحزب وأصبحوا أكثر تقبلاً للحركات التي لا تأخذ أي طابع ديني بدل أن يكوّنوا هم حركات تصحيحية أو أي تنظيمات يرون فيها انفتاحاً أكثر على روح العالم المعاصر ولا تجعل الدين وسيلة للوصول والعبور الى السلطة والناس بل احدى دعائمها في بناء فكر ونهضة حضارية تأخذ من الدين أصولها ومبادئها وتساهم في بناء الحضارة والأوطان بما لا يخالف الشرع.

أتمنى أن أقرأ المزيد عن مثل هذه التجارب وخصوصاً من الشباب الذي نراهم اليوم أكثر وعياً وانفتاحاً وقدرة على نقد الذات واستخلاص العبر. أتمنى أن أقرأ أكثر عن ماذا حصل للاسلاميين فعلاً من وجهة نظر شبابية ممن انخرطوا في هذه التنظيمات وتركوها بعيداً عن التخوين أو السرد التاريخي المحض، علّنا استطعنا أن نساهم نحن في بناء تيارات تعلمت من أخطاء الماضي وتكون أكثر وعياً ونضجاً وقدرة على تصحيح المسار والمساهمة في اعادة احياء النهضة والصحوة الاسلامية في ظل هذا التخبط الذي أساء الى الاسلام أكثر مما أضاف له.

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق