غراميات مرحة > مراجعات كتاب غراميات مرحة > مراجعة إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)

غراميات مرحة - ميلان كونديرا, محمد التهامي العماري
أبلغوني عند توفره

غراميات مرحة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

عجيب هذا الميلان كونديرا... لم أقرأ لمن يكتب بمثل هذا العمق في النفس البشرية مثله الى الآن، وان كنت منذ فترة قد أُخذت بغريب ألبير كامو فلا أعرف حقاً ماذا أصف غراميات كونديرا هاهنا!!

شخصياته هنا حقيقية الى درجة مخيفة، فأنت لا ترى أي من أقنعة كارل يونغ على هذه الشخصيات بل تصدمك بواقعيتها، وقاحتها، تكرهها الى درجة المقت وتلعنها... ويا لبؤس الفتيات في هذه المعادلة.

تحدث هنا عن الكذب، الاخلاص، الشيخوخة، الوحدة، الشباب، الحب، الجسد، ألاعيب الرجال، مكر الشيوخ، سذاجة الفتيات وذلك الولع اللعين بالاستمرار باللعب حتى لو انتهت اللعبة... اللامبالاة والعبثية المشوبة بفلسفة عميقة لا تستطيع أن تنكر أنك صادفت احداها في حياتك ان لم تكن فلسفتك أنت!!

يقول كونديرا على لسان أحد شخصياته: "تصوّر أنك صادفت مجنونًا و ادّعى أمامك أنّه سمكة، و أننا جميعًا سمك. أتراك تجادله؟ أتراك تتعرى أمامه لتقنعه بأنك لا تملك زعانف؟ أتراك تقول له صراحة ما تفكر فيه؟ هيّا قل لي! لو أنك قلت له الحقيقة فحسب، و اقتصرت على إخباره برأيك الحقيقي فيه، فمعنى هذا أنك توافق على الخوض في نقاش جاد مع مجنون، و أنّك أنت نفسك مجنون كذلك. ينطبق هذا بالضبط على العالم الذي يحيط بنا. فإذا أصررت على أن تقول له الحقيقة بصراحة، فهذا معناه أنّك تأخذهُ على محمل الجد. و أخذُ شيئ غير جاد على محمل الجدّ معناه أننا نفقد كل جدّيتنا. فأنا مضطر للكذب لكي لا آخذ مجانين على محمل الجدّ و كي لا أصاب أنا أيضًا بالجنون."... وغيرها الكثير من العبارات التي تجعلك تتوقف وتطلق صفير الاعجاب أو تصفق لا لشيء بل لتلك الجمل التي تحفزك رغماً عنك على التفكير... بفلسفتك وفلسفة اللآخرين من حولك في هذه الحياة.

كونديرا بأسلوبه السلس المشوب بالسخرية الواقعية تدفعك الى حافة البؤس أحياناً والى حافة الشقاء أحياناً أخرى وتستوقفك عبارة تلك الأرملة وتفكر هل يا ترى: "على الموتى القدامى أن يخلوا المكان للموتى الجدد"؟

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
13 تعليقات