عروس عمّان > مراجعات رواية عروس عمّان > مراجعة manal khalaileh

عروس عمّان - فادي زغموت
تحميل الكتاب

عروس عمّان

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

" عروس عمان " رواية جعلتني اشعر بالتناقض لاول مرة اشعر بانني احب رواية واكرهها بنفس القدر. ساحاول ان اكون موضوعية والخص ما اعجبني وما لم يعجبني في الرواية.

خلال ثلاث ايام كنت قد انتهيت من قراءتها، هذه الصفة من اسباب نجاح الرواية فهي مشوقة مؤلمة موجعة صادمة تجعل القارىء غير قادر على تركها حتى يكملها باسرع وقت و لكن من نقاط ضعفها كانت اللغة فهي بحاجة الى تدقيق وترتيب وترقيم وتصحيح اتمنى من الكاتب في الطبعات الجديدة تلافي ذلك.

لا تستطيع ان تقرأ رواية " عروس عمان " دون ان تشعر بالوجع والغصة والاكتئاب رواية تجعلك في مزاج نكد حتى بعد الانتهاء منها فهي تطرح مشكلات شائكة ومؤلمة.

تدور احداث الرواية حول خمس شخصيات كل شخصية تطرح مشكلة في المجتمع :

سلمى : فتاة الثلاثين التي لا يهتم المجتمع بمقدار ذكائها او نجاحها او طموحها بل في الضغط عليها من اجل تزويجها حتى لا توصم بلقب "عانس"

ليلى :مشكلةالتحرش في العمل ومن ثم البقاء مع زوج مثلي حتى لا يطلق عليها لقب "مطلقة"

علي : زواج المثلي بانثى لاخفاء حقيقته عن المجتمع ، مشكلة المثليين مع الطب النفسي ومع الدين .

حياة : زنا المحارم ومن ثم العديد من العلاقات المحرمة.

رنا : الزواج بين مختلفي الديانة مسيحية بمسلم.

لماذااحببت الرواية؟ اعجبتني لانها طرحت المشاكل بكل وضوح وصراحة ولانها مشوقة لا يوجد فيها ملل اطلاقا .

اما عن سبب كرهي لها فلما تحمله من حلول على لسان شخصياتها فيها هدم للقيم الدينية والاخلاقية في لمجتمع الشرقي فالكاتب يضرب مثالا من خلال المجتمع السويدي الذي يستطيع افراده الانجاب والسعادة دون زواج ودون قيود قدمة الكاتب كحل عند طرحة لمشكلة(رنا )المسيحية التي تزوجت مسلما وانتقد هنا تزويج المسلم بالكنسيه بعد الهرب وجدته غير منطقياوكان الانسب ان يزوجهما على الطريقة المدنية حسب سياق الرواية الداعي الى التحرر من الاعراف الاجتماعية والدينية.

اما بالنسبة لشخصية (حياه) كان الحل في هروبها من زنا المحارم وظلم ابيها بزواجها بشخص اجنبي يتقبلها كما هي علما ان هذا الاجنبي يطرح فكره احقية الانسان بان يعدد علاقاته الجنسية حتى لو كان متزوجا وذلك لانها فطرة الانسان.

اما بالنسبة لشخصية (ليلى ) كان الحل عند اكتشافها بان زوجها مثليا هو ان تبقى متزوجة منه وتحافظ على بيتها وامومتها وتخليها عن مشاعرها في سبيل عدم الحصول على لقب مطلقة كان حلا قريبا الى الواقع الى حد ما.

اما بالنسبة لشخصية علي وجدتها الشخصية الرئيسية في الرواية فالتركيز عليها كان اعلى من باقي الشخصيات حيث يحاول الكاتب ان يطرح فكرة تقبل المثليين وبانهم اسوياء لهم الحق في الحب بشكل طبيعي وان الطب الغربي حاليا قد اثبت بان المثلية ليست مرض بحاجة الى علاج نفسي بل الى تقبلها كما هي بينما الطب العربي ما زال دون تطور.احترم راي الكاتب لكنني اختلف معه

قد اتعاطف مع المثلي المقهور المظلوم الذي يتعرض للاعتداء وعدم التقبل في المجتمع ولا الومه هو بل الوم علمائنا الذين انقسموا الى قسمين قسم لا يحمل التجديد في فكره ويكفر ويحرم ولا يقدم اي حلولا للمثلي والقسم الاخر الذي يتبنى فكر الغرب كمسلمات فيدعوا الى عدم علاج المثلي وتقبله كما هو دون محاولة منه للبحث وايجاد الحلول لهذه المشكلة. اليس العلم متجددا اليس العلم الغربي هو ذاته الذي كان يعالج هذه الحاله وهو من فترة قريبة قد قرر التوقف؟ مالذي يمنع من ظهور فكرة جديدة ؟ لماذا لا يوجد بحث حقيقي من علمائنا لمساعدة هؤلاء بالتعاون بين الاطباء النفسيين وعلماء الدين المعاصرين؟لماذا لا نعمل على ايجاد حلول تناسب مجتمعنا عوضنا عن التجاهل ودفن الرؤوس في الرمال؟

اما شخصية " سلمى" فهي شخصية لمستني بشده رايت فيها الكثير من الصفات التي تشبهني الى حد ما وقد تشبه الكثير من الفتيات كالطموح والاحلام وكرهها لاخبار اللقطاء في النفايات وحلمها بان يكون لها طفلة تسميها ياسمين والضغط عليها للزواج قبل ان توصم بلقب عانس لكن كان الحل هو انتحارها يوم عرس اختها الصغري وجدت الحل مبالغا فيه لكنني اعتقد ان الكاتب تعمد المبالغة لالقاء الضوء على القضية، كما ان حبي لهذه الشخصية جعلني لا احب ان تنتحر خاصة في يوم زفاف اختها وكانها غارت منها وحاولت ان تسلبها فرحتها فان كان ولا بد من انتحارها فلتختر يوما اخر.

في النهاية ان كنت متزمتا سترفض الرواية بشدة وتكفر وتزندق وتهرطق وان كنت متحررا ستهلل وتصفق باعتبارها دعوة الى التنوير وان كنت متوسطا مثلي انا سوف تضيع بين تعاطفك مع الشخصيات وبين رفضك للحلول ،لقد اوجعتني جدا تركتني في حاله من الاكتئاب تعاطفت كثيرا مع مشاكل الشخصيات ولكنني لست مبهورة بحلول الغرب فقد تفوقوا علينا اقتصاديا وعلميا لكن مجتمعهم مليء بالمشاكل الاخلاقية وحالات الانتحار في السويد خاصة عالية جدا. لذلك لم تبهرني الحلول التي طرحها الكاتب والتي تاخذنا بين السطور الى ترك الافكار الدينية والاخلاقية والتطور بشكل مختلف وتقبل الحرية الجنسية للمراه وللمثلي بشكل خاص.

في النهاية اعود واكرر احببتها وكرهتها بنفس القدر اقرؤوها واحكموا بانفسكم.

منال خلايلة

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
3 تعليقات