مأساة الحلاج > مراجعات كتاب مأساة الحلاج > مراجعة فدوى فريد

مأساة الحلاج - صلاح عبد الصبور
أبلغوني عند توفره

مأساة الحلاج

تأليف (تأليف) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ممكن أدفع نص عمري ثمناً لمشاهدة مسرحيات صلاح عبدالصبور وسعدالله ونوس ممثلة ع خشبة المسرح ...والنصف الآخر ثمنا لعرضها ع شاشات التلفزيون لتكون في متناول الجميع ...

ـــــــــــــــــــــــــــ

أبو عبد الله الحسين بن منصور الحلاج ..لقب بالحلاج لأنها كانت مهنة أسرته و امتهنها في مطالع شبابه ...ثم خالط أعلام الصوفيه في عصره بالعراق ك (سهل بن عبد الله التستري و عمر بن عثمان المكي و أبو يعقوب الاقطع الذي تزوج من أحدى بناته و كذلك بالجنيد البغدادي أكبر متصوفي عصره شهره )

نهل من علمهم ما نهل وأخذ عنهم ما أخذ...لكن الحلاج خبر معنى جديد للزهد وأستحدث فلسفه جديده للتصوف تقوم على مخالطة العامه والدعوه للحياه الروحيه

وبذلك نبذه أهل التصوف

(لأنه هتك الاسرار الالهيه و نبذ الخرقه )...

الخرقة التي كانت علامة الزهد والتصوف ولم يكن ينالها إلا من تجرد من حب الدنيا وخلع من قلبه امور الناس والعامه فيجزيه الله بذلك مكانه رفيعه ع هيئه كشف بعض الاسرار الالهيه و الكرامات ...وكان يرى أهل الصوفيه ان تلك الاسرار حكر عليهم لا يجوز ان يطلع العامه عليها ولا يجوز ان يبوح أحدهم بما أكرمه و قربه بمعرفته من اسرار .

لكن الحلاج كان يرى ان تمام حب الله من حب خلقه والعمل على تحسين معيشتهم ...وانه ليس من الحكمه نبذ الدنيا والناس طلبا للآخره ما دمنا أحياء رضينا أم أبينا..

وبذلك الصوفيه عند الحلاج لم تكن مسلك فردي بل كانت جهاد جماعي..وهذا ما جعل اعمده الصوفيه في عصره ينبذونه .

( الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح ويعود إلى الإشكال فيخبرهم عن الحال بألطف مقال ثم يمرح بالدلال طمعا في الوصول إلى الكمال)

...

هكذا قال الحلاج عن المتصوف العارف الذي لا يكتفي من العلم بالاقتراب فهو لا يهدأ الا بالاحتراق كاملا فيه ...

دعوة الحلاج لشكل جديد من الصوفيه تزامنت مع ضعف وانهيار دب في الدولة العباسيه شمل عدة جوانب سياسيه واقتصاديه ..حتى ان بعض الطوائف والملل المارقه الخارجه عن حظيرة الاسلام بدأت تطل برأسها وتقوى شوكتها ...

وفي وسط كل تلك القلاقل كان الحلاج يدعو الناس ويتباحث و يتشاور في أيجاد قيادة جديده تنقذهم من براثن الخليفه العباسي الضعيف ...دعاهم للثورة ع غرار أخوانهم الزنوج او أقامة دولة جديده ع غرار الدولة الاسماعيليه في المغرب او الدوله الزيديه الشيعيه في طبرستان ...ولما لم تقدر الدوله العباسيه ع مواجهة الاخطار الخارجيه فقد رأت ان الخطر كل الخطر يكمن في حركات التصوف من الداخل ...وأصبح الحلاج ع رأس المطلوبين حينها ...

سجن ...وجلد ...وصلب ...وقطعت أيده و أرجله من خلاف ...قطعت رأسه و مثل بجسمانه ...ذبح من أجل السياسه بسكين الدين ...أتهم بالكفر والزندقه و أنتماؤه لطائفه القرامطه (وهم طائفه منشقه عن الاسماعيليه ظهرت في القرن الثالث الهجري كان لهم منحى أشتراكي أقتصادي حاربهم أهل السنه والجماعه كما حاربهم الولاه العباسيين )..

لقد أستطاعوا التخلص من الحلاج كجسد يخطر ع الارض لكن بقيت سيرته الروحيه ملهمه للعديد من أتباعه (الذين يظن بعضهم انه ما صلب ولا قتل ولكن شبه لهم وينتظرون خروجه ) ومخلد في كتب الادب والتاريخ ...ومثار للجدل في العديد من الاوساط البحثيه الاكاديميه والثقافيه

""والافكار ليها اجنحه ماحدش يقدر يمنعها عن الطيران ""

...

ـــــــــــــــــــــ

ألتقط صلاح عبدالصبور من التاريخ تلك الحكايه و أنتقى مشهدين وغزل حولهما مسرحيته (التي لو لم تكن من هواة المسرح الشعري لأحببته ) وبرؤيه خاصه و فلسفه جديده يقدم لك عبدالصبور الحلاج ...كرمز

رمز للثورة

رمز للتنوير

رمز للتغيير

رمز للمثقف والعالم الذي صدع بما عرف و عمل به

رمز لكل شئ جيد وجميل ومثالي نؤده بأيدينا مره بالخذلان ومره بالاضطهاد ...ومرات بالحب ...

ــــــــــــــــــــــــــــ

صلاح عبدالصبور من أكثر كتاب الشعر في العصر الحديث أرهاقا للذهن ...هو لا يقدم لك عمل فني بل يقدم لك عمل فلسفي وفكري يغلفه بالشعر ليسهل عليك أبتلاعه ...

ربما أروع ما شرح عبدالصبور في هذا العمل هو تبيان وجهة نظر الحلاج ورأيه عندما قرض بيته الشعري المشهور

""

مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة في الماء الزلال

فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال""

...

وكيف ان المحب ...إذا أحب وصدق حبه ...ذابت روحه في روح من يحب ..فما بالك إذا كان المحبوب هو الله الجدير بحب كل المخلوقات ...!

كما أوضح الشكل الهزلي الذي أتخذته محاكمه الحلاج بين قاضي شريف و آخر ضعيف ...وثالث له مأرب في تلك المحاكمه غير احقاق الحق

قاض يفهم ان القضاء فصل بين الحق والباطل اولا و آخر يرى أن القضاء هو انتقاء العقوبه الانسب فحسب ..

ــــــــــ

سيظل في كل عصر حلاج ...وسيبقى قدر كل حلاج مأساه

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق