رأيت رام الله > مراجعات كتاب رأيت رام الله > مراجعة Ahmed AL-Hassan

رأيت رام الله - مريد البرغوثي
تحميل الكتاب

رأيت رام الله

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

جملة العتبة الرائعة التي ذيل بها اولى فقرات كتابه "...أمشي باتجاه الغرب مشية عادية ، مشية تبدو عادية ورائي العالم و امامي عالمي" الفارق كان قطرة عرق على عدسة نظاراته حيث تفصل زمنين بفارق 30 عاما و بين عالمين كانا بالامس البعيد عالمه فلسطين و العالم، فلسطين حيث مولده و نشأته و العالم الخارجي حيث دراسته و ....... منفاه على أثر منعه من العودة. العرق هو القاسم المشترك بين أول الطريق حيث الكد و التعب (في الدراسة) و النهاية حيث الاسف و الحزن على وطن ضاع ، ليصل الى سؤاله الذي لم تتم الاجابة عليه في نهاية رائعته " ما الذي يسلب الروح الوانها ؟ ما الذي ، غير قصف الغزاة ، أصاب الجسد ؟ "

"رأيت رام الله" كتبها مريد و قدمها أدوراد سعيد ، لكأنها و ثيقة فلسطينية بامتياز لتسجل تاريخ قبل 67 و بعده لننستنتج ما توصل اليه الاستاذ مريد ان كل احداث العالم رسمت على اصداء ذلك الرقم الذي اصبح يشد نظر كل فلسطيني اينما راه في لوحة سيارة او رقم هاتف أو احصاء وفيات او مواليد ......، و نمر من خلالها بعدة محطات و اشخاص : ناجي العلي ، غسان كنفاني ، محمود درويش، و منيف و رضوى عاشور و تميم البرغوثي ، فتجعلنا نرى فلسطين بعيون مثقفيها و عاشقيها ، يعيون مهجريها و اهلها.

قرأتها التهاما و الهاما قرأتها بواقع مرتين للصفحة و أحيانا اكثر ، كنت اشعر انه يحفر بداخلي تجويفا لاضع فيه تاريخا كتب عنه كأنه شاهد عيان و لكن الفرق هنا ان الاستاذ مريد كتبه – كما احسست – كطفل بريء ، لم استطع تمالك دمعي عند قراءة روايته عن وفاة اخيه منيف و طلبه من امه ان تعده بان تعيش و قال لها "...البسي الاسود يمه" و هذه البراءة الطفولية لمستها في عدة مواضع في وداعه لعائلته ، و قصته مع ناجي العلي عند استشهاده .....

"رايت رام الله" كتاب نثري كتبه شاعر كالاستاذ مريد ، في الشعر تعيش الكلمة ككيان لا يمكن استبدالها ليستقيم المعنى المراد ليس كالنثر، و لكن هنا نثره شعرا منثور كالدر لكل كلمة كيانها.

الثنائية او الازدواجية كانت هي المسيطره عبر هذه الرحلة ، سواءا في الفرح او الترح في الواقع او الشعور "في نفس الوقت" – حيث ترددت في مواضع عدة- تتمثل الاحداث الرئيسية في حياة الشاعر في ال 30 عاما بعودتين الى الارض و الى العائلة ، هجر من بلده على يد العدو الاسرائيلي و ابعد عن عائلته على يد الصديق العربي ، هنا تتجلى التناقضية حيث الارض تجب ان تكون لاصحاب الارض و كذلك الصديق وقت الضيق ..... المنطق عصي عن التحقق في زمن التناقض اضحى هو المعقول، فهناك عودتين و لم شملين مع الارض و الابن و الزوجة و لكن العودة لم تكن بنفس طعم الماضي، ليترك لنا توقع عودة اخرى لشتات لم يعرف فلسطين الا من الصور و الشعر و الحكايات و التاريخ عودة ابنه تميم عندما يحصل على على "لم الشمل" ، في زمن الرواية "لم يحصل بعد" و لكن اعتقد الامل متوقع الحدوث.

الشعور بالغربة و المنفى و عدم اليقين و الشتات و الخوف من المستقبل و الترقب و التعلق بحبال الهواء و "المؤقت" يطغى بتركيز كبير في الاحداث، لا أجد بدا الا من ذكر بعض من اشعاره المنثوره:

".... وفشلت في العثور على جدار أعلق عليه شهادتي"

"الغربة كالموت يشعر ان الموت هو الشيء الذي يحدث للاخرين، منذ ذلك الصيف اصبحت ذلك الغريب الذي كنت اظنه دائما سواي"

"نحن لا نرفع لها – لفلسطين- الاغنيات الا لكي نتذكر الاهانة المتجسدة في انتزاعها منا"

"..... بندقيه – الجندي الاسرائيلي – التى اخذت أرض القصيدة و تركت لنا قصيدة الارض، في قبضته تراب و في قبضتنا تراب "

"أنا لا أعيش في المكان ، انا أعيش في الوقت ، في مكوناتي النفسية ، أعيش في حساسيتي الخاصة بي"

و هنا فقرة أعجبتني تتوحد فيها البراءة بالغربة : "منيف من قطر بتحدث معي في أمريكا عن استشهاد فهيم في بيروت و دفنه في الكويت ، و ضرور و تبليغ ستي ام عطا في دير غسانة و جدته لامه في نابلس و امه في الاردن، و رضوى و انا تؤكد حجزنا للعودة عبر روما الى القاهرة"

نعيش معه في كتابه المرارة لا تخلو من بعض يسير من حلاوة اللقاء و العودة و النجاح و لكن ضياع الوطن رسم معالم الشخصية الفلسطينية بتوقع العودة، و لكن ليس في ظل التفرقة ة الاتفاقيات المشوهة التي لا طائل منها غير مكاسب السياسيين الشخصية.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق