اليهودي الحالي > مراجعات رواية اليهودي الحالي > مراجعة أروى الجفري

اليهودي الحالي - علي المقري
تحميل الكتاب

اليهودي الحالي

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في البداية ..لفتني اسم الرواية "اليهودي الحالي" ، ظننت الحالي بمعنى الموجود حاليا و ليس بمعنى الوسيم أو الجميل وقد اتضح ذلك منذ السطور الأولى للرواية .

من البداية اتضحت فكرة الكاتب عن نشوء حب محرم من المجتمع بين المسلمة واليهودي ، فجذبني ذلك لأجواء الرواية .

تحكي الرواية عن اليهودي الطفل ذو الإثني عشر ربيعا و الذي كان يتعلم القراءة والكتابة على يد فتاة مسلمة "فاطمة"و جنون والده حين سمعه يتلو آيات من القران وارتباك الحي اليهودي بسبب ذلك و تتوالى الأحداث إلى أن يهرب سالم وفاطمة ليعيشا كزوجين بعيدا عن هذا المجتمع والذي يرفض بالطبع زواجا كهذا . 

قبل ذلك تموت أم سالم ثم والده ففوّت علينا معرفة ردة فعلهم على ما حدث إضافة إلى إغفال الكاتب عن ذكر رد فعل والدي فاطمة ، ربما لأن الرواية بصوت واحد وهو سالم و أنّى له أن يعرف ؟!

  

أوضحت الرواية أن العلاقات بين المسلمين واليهود يسودها شيء من التوتر ، مع أنهم يتعاملون مع بعضهم إلا أن اليهود أقلية وكانوا يشعرون بالضآلة أمام المسلمين نتيجة تضخم هؤلاء أمامهم، فكما ذكر الكاتب أثناء روايته وفي الصفحة ٨٢ على لسان سالم "نحن اليهود لا يسمح لنا بركوب الخيل ، و الحمار نركبه بشرط ألا نمر أثناء ذلك من أمام مسلم يكون جالسا ، بائع الحمار لم يسلمني إياه أمس إلا بعد أن ردّد كثيرا هذا الشرط، و كأنه أرادني أن أحفظه إلى الأبد " ولما طلبت منه فاطمة أن يركب الحمار عبر عن ذلك بقوله "شعرت أني في حلم ، لم أتخيل في يوم ما ظهوري على مركوب أمام مسلم ، فكيف أصدق أني أمضي أمامه راكبا بوجوده و رغبته " 

كان يقال -حسب الرواية- للمخاطَب كلمة "أعزك الله" قبل نطق اسم اليهودي ، وفي ذلك غاية المهانة كما عبر سالم . 

هذه الضآلة التي يشعر بها اليهود كانت تغطي شعورا بالحقد والكره يعتمل في أنفسهم و ظهر علانية حينما وصلتهم أخبار عن ظهور المسيح المخلص المذكور في كتبهم فتغير أسلوب البعض في تعاملهم مع المسلمين حيث قال أحدهم لمسلم وهو يخيط حذاءه "سترى إذا ما ركّعناكم كثيرا وانتقمنا منكم، سندعكم تمشون حفاة، اليهود وحدهم سيلبسون الأحذية ، أما أنتم فعليكم فقط صناعتها و إصلاحها لهم" 

بعد موت فاطمة المبكر توقعت أن تبدأ أحداث جديدة سواء مع اليهودي الحالي أو ابنه ، توقعت أن تتم حبكة الرواية بشكل متقن لكن عدد الصفحات القليلة المتبقية كان يقول غير ذلك ، وبالفعل هذا ماحدث وخذلني الكاتب . 

لا يُسمع سوى صوت سالم "اليهودي الحالي" ومن خلاله نرى فاطمة و الآخرين ، كان بإمكان الكاتب أن يجعل الرواية تحمل ثلاثة أصوات سالم .. فاطمة .. والراوي ، و أن يمد في صفحاتها من خلال غوصه أكثر في التفاصيل و في نفسيات الشخصيات ، و في الأحداث أيضاً ، فقد اتضح وجود معلومات لدى الكاتب عن العلاقة بين المسلمين واليهود في القرن السابع عشر ولكن لم يستطع توظيفها بشكل جيد لخدمة الرواية ، بل اكتفى بمزج بعضها مع الأحداث ثم رص البعض الآخر و كأنه كتاب كتبه سالم "اليهودي الحالي" فظننت أن الرواية انتهت عند ذلك .

انتهت الرواية في الصفحة ١١٣ ، أو هذا ما ظننته،  مابعد ذلك كان معلومات عن الوضع لليهود في اليمن ، لايمكن اعتباره جزءا من الرواية ، حاول الكاتب إدخاله بصفته من تأليف سالم "اليهودي الحالي" لكنه جزء منفصل تماماً ، المعلومات الذي ذكرها في هذا الجزء مهمة وكان بإمكانه استثمارها بشكل جيد لو مزجها بالرواية و أتقن الحبكة لخرج بملحمة رائعة . 

في الصفحة ١٣٣ عاد الكاتب للرواية من جديد بعد أن خفت حماسي لها وظننتها انتهت مع بدء سرد المعلومات، 

عادت الرواية للحديث عن الأمر بجلاء اليهود ، و رغبة سالم بمساعدة قومه -وقد أسلم مسبقا- فاشترى حمارا و استأجر آخر لمساعدة المسافرين الفقراء على الركوب وحمل الأمتعة فوجد شيخا طاعنا وامرأة أجهضت فأعطاهما الحمارين و قفل راجعا لما التفت ليطمئن على المرأة رأى زوجها الذي لم يكن سوى ابنه سعيد ! 

  

هنا ظهرت فجوة في الرواية ، فلم يتحدث عن علاقته بابنه، علاقته هو بصبا و علي هل استمرت أم انقطعت ، والمرأة المجهضة زوجة سعيد لم تكن سوى ابنة صبا تزوجها سرا ، كأن الكاتب أراد أن يفاجئنا لكنه كشف بذلك عن تداعي الرواية و عدم إتقانه للحبكة . 

الرواية سريعة الإيقاع ، خفيفة ، مع أن موضوعها كبير ، وكان بإمكان الكاتب أن يصنع منها ملحمة رائعة -كما ذكرت- من خلال قدرته على السرد و توفر المعلومات لديه لكنه لم يفعل فبدا النقص ظاهرا في الرواية .   

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق