العطر؛ قصة قاتل > مراجعات رواية العطر؛ قصة قاتل > مراجعة Nour Abed

العطر؛ قصة قاتل - باتريك زوسكيند, كاميران حوج
أبلغوني عند توفره

العطر؛ قصة قاتل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

هل يمكن لك أن تشّم عطرًا إذا قرأت رواية؟ تخيّل أن الإجابة هي نعم؛ فهذا ما نجحت به رواية "العطر" للكاتب الفرنسيّ "باتريك زوسكيند"! كيف لا وهي روايةٌ تُشغل حواسك الخمس وأنت تقرأها؟

لعل أفضل ما أعجبني في الرواية هي مشاهد إعداد العطر، هذا الفن الرائع الذي يجهله الكثيرون، والذي جعلني أفهم أخيرًا لماذا قد يكون أحد العطور باهظًا أكثر من غيره. تروي القصة عن حياة "جان باتسيت غرنوي" هذا الإنسان "المختلف" الذي وُلد بأنفٍ يميّز روائح الكون، لكنه بلا رائحة! ويمضي في حياته مستكشفًا كافة الروائح حوله حتى أدق تفاصيلها وليتعرف على كيفيّة صناعة العطر وحيثيّاتها وليقرر أخيرًا صنع عطره الخاص به!

تتضمن "العطر" هذا الصراع النفسيّ في دواخلنا حول اكتشاف الذات وإيجاد وخلق كياننا في هذا المجتمع الذي نعيش فيه، فغياب رائحة "غرنوي" ما هو إلا تجسيدٌ لانعدام وجوده في الحياة التي عاشها وصراعه الداخليّ لمعرفة من هو وماذا يريد حقًا من حياته. لقد بدا هذا الجانب جليًا في ذلك الجزء الذي اعتزل فيه العالم وعاش في كهفٍ لمدة سبع سنوات مع أحلامه وخيالاته إلى أن أدرك أنه بلا رائحة فقرر الخروج، هل أراد أن يبحث عن رائحته/ كيانه/ وجوده؟ ربما.

تحمل الرواية عنوانًا جانبيًا: "قصة قاتل". هل كان حقًا ما فعله غرنوي قتلًا؟ أم شغفًا؟ أم رغبةً في خلق كيان له كما الجميع؟ لم يقدم "زوسكيند" رأيه بل سرد لنا القصة عن طريق راوٍ مجهول يعرف خبايا الشخصيات جميعها ويعرف النهاية قبلنا. حين انهيتُ الرواية لازمني تساؤلٌ واحد: هل حقًا يمكن لأحدنا أن يولد بلا كيان؟ وهل يُمكن لهذا الكيان أن نصنعه بأنفسنا أم أنه سيكون مشوهًا؟ تلك أسئلة وجوديّة يصعب حقًا الإجابة عليها.

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
7 تعليقات