الاغتيال الاقتصادي للأمم : اعترافات قرصان اقتصاد > مراجعات كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم : اعترافات قرصان اقتصاد > مراجعة فاطمة عبدالسلام

الاغتيال الاقتصادي للأمم : اعترافات قرصان اقتصاد - جون بركنز, مصطفى الطناني, عاطف معتمد عبد الحميد, شريف دلاور
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كنت متخوفة عند شروعي في قراءة هذا الكتاب والذي يبدو من اسمه اني سأواجه تعقيدات إحصائية لن أفهمها ولكن كان هذا عكس توقعاتي تماما . كان الكتاب سيرة ذاتية لما اطلقه على نفسه "إعترافات قرصان إقتصاد" فالكتاب لغته سلسة كحكاية يخبرنا فيها طبيعة عمله وكيف حققوا أهدافهم المنشودة في معظم بلدان العالم.

يعد تلخيص الفكرة الأساسية لعملية القرصنة تلك عن كيفية الإغتيال الإقتصادي للأمم خاصة دول العالم الثالث النامية بإقناع تلك الدول بالتعاون معها للنهوض بها لكي تلحق بركب التقدم عن طريق توقيع عقود مع شركات خاضعة للكربوقراطية _سأعرفها بعد قليل_ لتطوير البنية التحتية لتلك البلدان عن طريق شق طرق جديدة، وإنشاء محطات توليد الكهرباء، وبناء السدود وشبكات الإتصالات وغير ذلك. في حين يقوم هؤلاء القراصنة والذين يطلق عليهم "خبراء إقتصاديين" بتوقع معدلات تنمية إقتصادية مرتفعة _و بالطبع توقعات منافية للحقيقة_ مما يعمل على تورط تلك الدول بشكل أكبر عن طريق مد فترة عقود تلك الشركات، إنشاء مشاريع ضخمة بتكلفة باهظة وفي الأخير لا تحقق المعدلات المطلوبة مما يدفع تلك الدول في النهاية للإستدانة والعجز عن سداد الديون فتتدخل الدولة العظمى "الإمبراطورية" بفرض شروطها كـ بناء قواعد عسكرية ، السيطرة على موارد طبيعية ، إستغلال البترول وهكذا .. وتفرض سيطرتها على تلك البلدان التي تتبع لها في النهاية وتنفذ سياستها.

أما عن مصطلح "الكربوقراطية" فهي مجوعة الشركات الكبرى والبنوك والحكومات مجتمعة الذين يعملون على تحقيق حلم الإمبراطورية الأمريكية وفرض سيطرتها على العالم أجمع. فالكربوقراطية متورط فيها البنك الدولي، صندوق النقد، أسماء الشركات الكبرى التي نسمع عنها كـ"فورد" على سبيل المثال وممثلين الحكومة أنفسهم رؤساء الولايات المتحدة الواحد تلو الآخر كـ(كارتر،ريجان،جورج بوش) ويحكي الكاتب عن تجربته الرئيسية والتي بدأت من فترة السبعينيات إلى أواخر التسعينات إلا إنه ظل على اتصال وتحليل لمجريات الأمور بعدها..

يحكي عن تجربته في كل من (إندونسيا، الإكوادور، بنما، إيران، السعودية، العراق)

كل بلد ولها تجربتها المختلفة وموقفها من الرفض لإدراكها تلك الخدعة ورفضها للهيمنة الأمريكية الفجة أو القبول والإذعان وتنفيذ السياسة الأمريكية مقابل وعود بالحفاظ على حكمهم وتطوير دولتهم ..

كان يصل الأمر أحيانا للتصفية الجسدية في حالة الرفض كما حدث لرئيس بنما "عمر توريخوس" أو الإكوادور "رولدوس" .. وصل الحد بها لإستنزاف كل ما تجده أمامها من مصادر الطاقة والقوة لدرجة إنها لن يتبقى لها أخيراً إلا أن تلتهم نفسها !!

يصف الكاتب انهم كقراصنة إقتصاد استوعبوا دروس التاريخ فلن يقتحموا الدول بدروعهم وسيوفهم ولكنهم يرتدون نفس هيئة البلدان التي يتواجدون فيها ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي ويحاضرون في أعرق الجامعات

وقد كونوا صورة جيدة عن أنفسهم ولا يعدون ما يفعلونه خروج عن القانون حيث ان النظام في الأصل مبني على خدعة ويصف نفسه بأنه قانوني !!

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق