صيد الخاطر > مراجعات كتاب صيد الخاطر > مراجعة مروه عاصم سلامة

صيد الخاطر - أبو الفرج ابن الجوزي
تحميل الكتاب

صيد الخاطر

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ملاحظة: هذا الكتاب قرأته في عام 2009 وكتبت مراجعته على (جود ريدز) في تاريخ 19-أغسطس-2012 ورغم كونه أول أيام عيد الفطر إلا أنه كان صباحاً حزينا ..ولأني أخشى أن يكون ذلك باديا في اقتباساتي من الكتاب ..أردت التنويه إلا أنه يحتوي على أجزاء أكثر جمالا وإبداعا مما ذكرت لذا عذرا على ظلمي له بتلك المراجعة .

قبل قرآءتي لهذا الكتاب منذ أعوام كان في نفسي شيئا من الإمام ابن الجوزي فقد علمت عنه انتقاده اللاذع للتصوف وتنفيره الناس من الزهاد وبالرغم من تشبثي بالحياة إلا أن أحاديث المتصوفين و الحديث عنهم يقع في نفسي موقعا جليلا ...إلى أن نصح بقرآءته الدكتور عائض القرني واقتبس منه الكثير في كتابه ((عز العزلة)) وكذلك من قبل في كتابه الشهير ((لا تحزن )) حتى أني أظن وكأنه سار على نفس نهج الإمام الجوزي في الكتابة على هيئة التدوينات القصيرة مخافة الإطالة والملل..ومن بعده نصح بقرآءته الدكتور عمر عبد الكافي ولهذا الرجل الفاضل قيمة كبيرة في نفسي فقرأته .... وكانت تدور في خاطري أفكار وبينما أقرأ خواطره كمثل

:

- أنه كان يتيما في غير فقر وحيدا بلا أخوه شأنه في هذا شأن الإمام أحمد ابن حنبل , والشافعي ومن قبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ....شيئا ما يجعل يتميا بلا أخوة عميقا في فكره الى هذا الحد وقد يزيد الأمر بركة ان رزق اما فاضلة كوالدة الامام أحمد ابن حنبل وقد كانت ذات علم .حتى أنه رحمه الله كان ينسب اليها فيغضب كعادة الرجال العرب ..بينما رزق ابن الجوزي عمته وقد ربته على طيب العيش وحب العلم .

- اما ذمه للصوفية فوجدت أنه لم يعمم في الأمر بل كان يذم من يشتري بزهده اطماع الحياة ومن يهجر الدنيا فلا فاد نفسه ولا سواه ومن يقسو على نفسه فتقسو على غيره ممن لم يختر الزهد طريقا له إلى الله وفي الوقت نفسه كان يعلم الصادقين من هؤلاء العباد فيستشهد بهم كأمثال الفضيل بن عياض والجنيد والامام الحسن البصري رحمهم الله.

-أعجبني يقينه البالغ في شرف الجنس البشري عن كل مخلوق لربما كنا نردد مثل ذلك ولكن في قرارة النفس نجد للملائكة نقاء داخليا وجمالا خارجيا يفوق ما نطيقه بينما يقول ابن الجوزي في ذلك

:

(وإن تركت صورة الأدمي لأجل أوساخها المنوطة بها ، فالصورة ليست اللأدمي إنما هي قالب..ثم قد استحسن منها ما يستقبح في العادة ، مثل خلوف فم الصائم ودم الشهداء فبقيت صورة معمورة وصار الحكم المعنى....واعجبا أتفضل الملائكة بكثرة التعبد ! فما ثم ما يستغرب وتلك طبائعهم ... أو يتعجب من الماء إذا جرى ، أو من منحدر يسرع ، إنما العجب من صاعد يشق الطريق ويغالب العقبات))

-ستجد تأثرا ملحوظا بسورة ((يوسف)) من القرأن الكريم ولا عجب فهي أحسن القصص بلا منازع ففيها حنان الوالد وتحاسد الاخوة واصطفاء الله وابتلاء التشهي والنجاة بالعفة والاعتصام بالله ...فيها الظلم وفيهاالرؤى والتأويل والأحلام ربما لذلك وأكثر ستراه يستشهد بها في تأملاته

-أحببت كثيرا في شخصيته أنه كان يرى الإشارات ويقرأ ما يحدث حوله وكأن أقدار الناس مرت أمامه ليعلمه الله شيئا كمثل قصة الحمالان اللذان كانا يتجاوبا بالإنشاد والنغم ليقطعا الطريق ويهونا الثقل ... فقال

:

((فتأملت السبب في ذلك فإذا به تعليق كل واحد منهما بما يقوله الأخر وطربه به فينقطع الطريق وينسى ثقل المحمول فأخذت من هذا اشارة عجيبة ورأيت الانسان قد حمل من التكليف أمورا صعبة ومن أثقل ما حمل مداراة نفسه .. وتكليفها الصبر عما تحب وعلى ما تكره فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتطلف للنفس))

وكقوله في استحسان الجنيد وسري رحمهما الله لابيات في الغزل أنشدتها امرأة فقالت: أبكي وما يدريك ما يبكيني أبكي حذارا أن تفارقيني وتقطعي حبلي وتهجريني فيقول ابن الجوزي

:

((فغن أقواما فيهم كثافة طبع وخشونة فهم قال بعضهم إلام يشار بهذه؟؟ إن كان إلى الحق عز وجل فلا يشار إليه بالتأنيث وإن كان إلى امرأة فأين الزهد ؟؟ ولعمري هذا حداء أهل الغفلة وإنما أخذ الاشارة من المعنى فكأنما يخاطب حبيبه بمعنى الأبيات وما التفت قط الى تذكير أو تأنيث))

- وكأخذه اشارة من قصة سمعها عن بعض الكرماء جاءه رجلا يسأله فقال :أنا الذي أحسنت انت ألي في يوم كذا وكذا فقال الكريم :مرحبا بمن يتوسل إلينا بنا ، ثم قضى حاجته ..فناجا الله بدعاء جميل توسل فيه بنعم الله عليه ثم اختتمه بقول:(يا محسنا إلي قبل أن أطلب لا تخيب أملي فيك وأنا أطلب فبإنعامك المتقدم أتوسل اليك ))

- : أحببت حقيقة الموت في عينيه حينما قال

(( والجسد ليس هو الادمي وإنما هو مركبه فألارواح لا ينالها البلى والابدان ليست بشئ واعتبر في هذا اذا ما قلعت ضرسك ورميت في حفرة فهل عندك خبر مما يلقى في مدة حياتك؟؟ فحكم الابدان حكم ذلك الضرس لا تدري النفس ما يلقى ولا ينبغي أن تغم يتمزيق جسد المحبوب وبلاه .. واذكر تنعم الأرواح وقرب التجديد وعاجل اللقاء فغن الفكر في تحقيق هذا يهون الحزن ويسهل الأمر ))

-اليوم هو أول أيام عيد الفطر وهذه الخاطرة مرت ببالي فدفعتني لكتابة كل ذلك يقول ابن الجوزي:((رأيت الناس يوم العيد فشبهت الحال بالقيامة فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم فمنهم من زينته الغاية ومركبه النهاية ومنهم المتوسط ومنهم المرذول وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة فاعتبروا يا أولي الالباب))

-هذا الكتاب مما يوضع على الرف الاقرب ليدك فلابد ستنسى وتعود وتظل تنسى وتعود والحكمة ضالة المؤمن .

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق