يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعات كتاب يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعة خولة حمدي

يوما ما كنت إسلاميًا - أحمد أبو خليل
أبلغوني عند توفره

يوما ما كنت إسلاميًا

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لم أتوقع أن أسند نجمات خمس لهذا الكتاب حين شرعت في قراءته، فقد كانت هناك مواقف بطوليّة في الفصول الأولى شعرت معها ببعض المبالغة... كأنّها رواية مثاليّة عن طفل مثاليّ، لكن مع تقدّم الفصول أيقنت أنّ إحساسي ذاك نابع من "الغيرة"، لأنّني تمنيّت أن أكون مكان الكاتب! نعم، "المدينة الفاضلة" كان لها وجود، و إن كان محدودا في الزمان و المكان و التأثير، و الأبطال المثاليّون كان لهم وجود أيضا في منظومة تمنيت أن أعيش داخلها

غبطت الكاتب طوال رحلتي مع مذكراته على نشأته الإسلاميّة و تربيته الدينيّة السليمة، ذلك أن تربيتي كانت شبه إسلاميّة. أقول "شبه" لأنّ الأمور في تونس كانت مختلفة عن مصر. فالوضع اختلف بالكامل بعد الانتخابات التشريعية لسنة 1991 التي تلتها اعتقالات بالجملة لعشرات الآلاف من الإسلاميين و إغلاق للمساجد و حجر تامّ للدروس الدينية.

ذكريات الكاتب أحيت في ذاكرتي أحداثا بعيدة بالكاد تثبت صورها في مخيّلتي، عن حلقات حفظ القرآن في المسجد و المسابقات الدينية و قصص الصحابة التي كانت تتراكم بالعشرات في مكتبة بيتنا... عند سنّ السابعة يتوقف التشابه بيننا. في تونس فُقدت آلاف مؤلفة من الكتب، أتلفها أصحابها حرقا قبل أن تضبطها لديهم أيدي الأمن، و تخلت نساء عن حجابهن حفاظا على وظيفة أو اتقاء شرّ مرتقب، أو حماية للأبناء حتى لا يؤخذوا بجريرة الآباء، و انقطع إخوة عن بعضهم البعض لعقود من الزمن حتّى لا يجلب بعضهم المتاعب لبعض!!! في تونس، توقفت التربية الإسلاميّة عند أعتاب البيت، و ترك للوالدين أن يفعلا ما بوسعهما دون مساندة من المدرسة أو المسجد، دون نشاطات كشفية و مخيّمات دعويّة أو أيّ نشاط جماعي يقوّي اللحمة و يثبّت على الطريق المستقيم. لذلك فقد غبطت الكاتب بشدّة على المحيط الإسلاميّ الذي كان في متناوله.

شخصيّا لا أعتبر هذا الكتاب سيرة ذاتيّة لشخص منفرد - مع أنّ تجربة الكاتب فريدة من نوعها من نواح كثيرة - لكنّها في بعض جوانبها "شهادة على العصر"، لشخص احتك على صغر سنّه بالإخوان المسلمين و السلفيين و جماعة الدعوة و التبليغ و أنصار الإسلام الحضاري و الفكري... اختلط بأصحابها، حضر ندواتهم و ملتقياتهم، قارن بينهم و أخذ من كلّ منهم أفضل ما برع فيه و أبدع.

حسدت الكاتب على شجاعته و قوّة عزيمته، حين زار غزة مع فتح معبر رفح، ثمّ حين تسلل إلى سوريا. بكيت حين حكى عن تفاصيل الأيام الأولى من الثورة المصريّة و كيف عاشها. حلمت معه بغد أفضل و هو يطأ الأراضي الماليزيمة مع فريق "أكاديمية القادة".

و أحببت العنوان أكثر فأكثر، بعد أن ظننته في البداية مجرّد مثير للفضول، وجدت له معان واضحة و أنا أتقدم في القراءة. لم يقل "يوما ما كنت إخوانيا" أو "يوما ما انتميت إلى حركة إسلاميّة" بل "يوما ما كنت إسلاميا"... فالمعنى ليس فقط في الانتظام في صفوف حزب أو حركة مرجعيتها إسلاميّة، بل هي في السلوك و العادات و الأنشطة و القناعات ووو كلّ تلك التفاصيل الصغيرة التي صوّرها الكاتب في النصف الأوّل من الكتاب و اعتبرت أنا بعضا منها مبالغة، كلّ تلك الأمور التي تجعل من الشخص مسلما بحق أو "إسلاميّا" في معجم مجتمعنا اليوم، كيف أنّها آخذة في التراجع و الاضمحلال إلا من رحم ربي. إلى درجة أنّه لم يعد للإسلاميّين إلا القليل ممّا يؤكد إسلاميتّهم، فوجدت أنّه من الجدير بنا جميعا أن نقول "يوما ما كنّا إسلاميين" يوما ما، كان هناك إسلاميّون يمشون على الأرض.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق