بيكاسو وستاربكس > مراجعات كتاب بيكاسو وستاربكس > مراجعة إكــرام عبد الله

بيكاسو وستاربكس - ياسر حارب
أبلغوني عند توفره

بيكاسو وستاربكس

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الأشياء تبقى وأنا فقط من سيرحل هذه الحقيقة بسيطة جداً فكيفَ نستغرق طوال حياتنا في محاولة فهمها وتوظيفها والاستفادة منها؟!

كان ممتعاً للغاية قراءة هذا الكتاب الذي أخذ مني قرابة الشهر فالمتعة التي وجدتها كانت بمثابة الوقود الذي لا أودُ التزود منه دفعة واحدة , نجح الكاتب وبصورة مذهلة بأخذي في أمكان كثيرة ربما لا تخطر على بال أحد ربما بعبارة أخرى تبدو سخيفة وتافهة في نظر البعض لكنه نجح بروعة أن يتأمل تأملاً فاق الخيال ليعودَ من كل تجربة صغيرة بنفائس وحكمٍ جميلة راقية !

تنوع الموضوعات جعل من الكتاب مادة مسلية مؤلمة في آن واحد فالقضية التي ناقشها كانت إنسانية بحتة ويمكنكَ بسهولة أن تختصر الكتاب كله في عبارة واحدة لكنك لن تتجرأ على قولها أبداً فمن الألم الذي يبدو لك بعد قراءة هذا الكتاب أمراً لا بد منه مروراً بحالة الاستهلاك المثيرة للشفقة التي يعيشها إنسان اليوم يعبرُ بكَ في عُبابِ الحقيقة التي يختزلها هذا العصر السريع الذي التهمَ العزائم والإنسانية والدفء والحياة وكل ماله قيمة روحية , ثم يرحلُ لمكة ليصفَ مشاعراً الله وحدهُ يعلمُ برغبتي الجامحة بالتعبير عنها فتصويره لمشاعره جعلني بحق أبكي بحرقة وربما كان هذا أكثر الأجزاء التي راقتني بشدة في الكتاب وليس لسكني في مكة علاقة بالأمر لكن قلة قليلة ستفهمُ كلامهُ إن قرأ ذلك الفصل , وبدون تردد يضربُ على الأوتار الحساسة دفعةً واحدة فمن الإبداع في الوطن العربي مقارنة بالعالم الغربي الذي يبدو أنه يُراعي الإبداع أكثر مما يراعي الإنسانية نفسها يتألم الكاتب ويحاولُ بيأس أن يصفَ ما يراه من واقع مؤلم وبعدها يدعو للتصالح مع الذات ويتحدث عن عبقريات بسيطة تحيطُ بنا من كل جانب ونحن لا ندري عنها أي شيء فيصفُ الدائرة بروعة فنانٍ متأمل ثم يشرعُ في تحليل التقنية وعقلية المتلقين في عالمنا أجمع عرباً وعَجماً وكيفَ أنها سلبت الإنسان روحه فيتحدث عن "البلاك بيري" وعن الفيسبوك ثم يتطرق للتعليم بأقلامه الحمراء وأثناء كل هذا لا ينسى مطلقاً أن يذكرنا على الدوام بأننا مُستهلكونَ وغارقون في بحور نصبنا شِراكها بأنفسنا وأنه لا خلاص إلا بتحسس الإنسان الداخلي الذي يصيحُ باكياً وسطَ كل هذا الضجيج والزحام مابين تعليم فاشل صارم وعمل شاق في وظائف تستنزف كل قطرة دم وما بينَ التقنية التي تمتصُ كل ما هو إنساني وفي النهاية يَسرد ما علمه لنفسه خلال كل هذا العصفِ بالروح الإنسانية ويذكر لنا زيارته للكاتب الكبير المُلهم باولو كويلو ولا أدري كيف يمكنني أن أختصر الكمية الهائلة من الإلهامات التي يختزلها ذلك الفصل القصير لكني سأتركُ لمن يريدُ قراءته فرصة اكتشاف تلك الروائع ينتهي بفصل يحملُ عنواناً كئيباً يقول فيه "مسكين ... لا يعلم أنه قد مات!" ولو أنكَ تقرأ من البداية ستعرف من هو ذلك المسكين الذي ويا للأسف مات !

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق