عبقرية محمد > مراجعات كتاب عبقرية محمد > مراجعة مروه عاصم سلامة

عبقرية محمد - عباس محمود العقاد
تحميل الكتاب مجّانًا

عبقرية محمد

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أطوف بالآية (112) من سورة المائدة ..وأجهد في اجتثاث جرأة السؤال الذي نبتّ فجأة بالفؤاد..ألا يكون يارب لنا نصيب الحواريين من ابتهالُ مجاب ؟؟.. وليست المائدة يارب هي ما نريد من السماء !! بل بعثاً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام من جديد !! يكون عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك لقلوب الحائرين من العباد ؟؟ أحتاج إلى شكوى طويلة يا رب من بندول عقلي المتأرجح بين أي نقيضين.. ولا يدري بالتحديد أين يقع منهما الحق المبين ..بين من أجاد كل طريقة في السخرية والاستهزاء بالعلماء و الكتّاب والشيوخ وأياً من طابت له نفسه من العظماء حتى يبدو وكأنه قد اقترب من حما الأنبياء يرتع فيه بلسانه ثم قال (لا قداسة لأحد) ..وبين من صنع من هؤلاء كلهم كعبة بعد الكعبة فإليها ولىّ الوجه وصلّى ثم قال (احترامٌ وولاء) ...أين هو الحق ممن صفق لكل عارية ورأى الفضيلة فقراً في الخيال وفي الجسد وتناسى أن امرأة عارية واحدة كافية لجرح مشاعر وابتذال أجساد كل النساء ثم سمّى من بعد ذلك دعواه (حرية)..وبين من لو استطاع لوأدها حين انتهاء جوعه منها ثم أعادها عند الحاجة حية من جديد ثم قال (سترٌ واحتشام)... سأشكوه بندولي الحائر بين المجاهد والقاتل ..والمقاوم والارهابي ..وبين السياسي والمخادع ..وبين هذا العاصي فيّ يعيش جنبا إلى جنب مع ذاك العابد ..سأشكوه نفسي وخطايا السر والعلن ..آه يارب لو تبعث لنا الرسول من جديد .. لكان لهذا العالم البائس و لي معه ألف عيد !!

ثم تتوقف أشواط طوافي فجأة عند الوعيد ((فمن كفر بعد منكم فإني معذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين)).. أصفع نفسي بالسؤال ما أدراني أن لو مرّ بي رسول الله (ص) أني من بين الجموع عرفته؟؟؟ ربما كنت أنا أول المنكرين وربما اشتكى من أمثالي من كنت أظنهم الضالين؟؟ ..لما صورت نفسي ادم الأب يرى وبيص النور في جبين أحد أبناءه على البعد.. ولم أتوقع أن أكون كأخوة يوسف الذين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ....وكأن مثل ذلك مرّ بالعقاد فحاول ها هنا مجيباً أن يبسط يده وقلمه يخفي بها خاتم النبوة على الكتف الشريف .. يقول لي ولك كن علمانيا عامدا ثم انظر إلى الرجل (محمد ابن عبد الله ) وكأنه من النبوة مجردا ..كن مستشرقا شديد الحداثة وانظر اليه قائدا وعسكريا ..زوجا وأبا ... تخيله من بعد ذلك يسير بين الخلائق والجموع ثم انظر هل عرفته ؟؟

يؤكد العقاد في البدء أن الكتاب ((ليس سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والافرنجية التي حفلت بها المكتبة المحمدية حتى الان وليس الكتاب شرحا للاسلام او دفاعا عنه او مجادلة لخصومه..إنما هو تقدير (لعبقرية محمد) بالمقدار الذي يدين به كل انسان ولا يدين به المسلم وكفى )) ويرى العقاد زماننا أحوج ما يكون لتقدير العظماء من النبيين وسواهم فيقول ((إن الناس اجترأوا على العظمة في زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها ..فان شيوع الحقوق العامة أغرى صغار النفوس بانكار الحقوق الخاصة حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التمييز وتظلمهم المساواة)) ثم يسأل مستنكراً : ((فماذا يساوي انسانٌ لا يساوي الانسان العظيم شيئا لديه ؟؟ وإذا ضاع العظيم بين أناس فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟؟))

يتحدث عن محمد البليغ قوله الفصيح لسانه فيقول : (( خير من وصفه بذلك عائشة رضي الله عنها حيث قالت : ((ما كان رسول الله (ص) يسرد كسردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بّين فصل يحفظه من جلس إليه)) ولم يكن صياحا ولا غياظا وان كان في قوة..فحين أخذت الحماسة (عبد الله ابن رواحة ) في الحج فأخذ ينشد عاليا شعرا مفاخرا فأمره النبي أن ينادي ولا يزيد : ((لا اله الا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وخذل الاحزاب وحده )) ومما كان من اختياره للفظه في كتابه إلى النجاشي وهو مسيحي حيث جاء في أوله (( وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده)) واني تخيلت لو كان أحدا ممن يملاؤن السمع والبصر الان ووكل إليه كتابا مثل هذا لربما بدأ بالاية ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من اله إلا إله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم )) وكلا القولين حق ولكن مقام المقال في نظر الحكيم أولف للقلوب من صدقه.

وعن محمد العسكري المحارب يقول العقاد : (( حروب النبي كلها كانت حروب دفاع ولم تكن منها حرب هجوم إلا على سبيل المبادرة بالدفاع بعد الايقان من نكث العهد والاصرار على القتال ففي غزوة تبوك عاد الجيش الاسلامي أدراجه بعد أن أيقن بانصراف الروم عن القتال في تلك السنة والاسلام في بداءة عهده كان هو المعتدى عليه ولم يكن من قبله اعتداء على أحد )) ويرى العقاد أن ((الاسلام أنما يعاب عليه أن يحارب بالسيف فكرة يمكن أن تحارب بالبرهان والاقناع ولكن لا يعاب عليه أن حارب بالسيف (سلطة ) تحول بينه وبين أسماع المستعدين للاصغاء إليه )) بل ويؤكد أن كل الثورات والحركات الإنسانية لم يكن ليكتب لها النجاح لولا اتخاذ القوة وسيلة لإبعاد عوائق الاستبداد من طريقها وضرب مثلا على ذلك ما حدث في الثورة الفرنسية والروسية او حتى كتجربة (مصطفى أتاتورك ) في تركيا ((فمحاربة السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة )) ثم ذكر العقاد شيئا من المقارنات التي عقدت بين حنكة النبي في خططه العسكرية وبين ما اشتهر لغيره من المحاربين والقادة على اختلاف السعة المادية والقدرة الحربية لكلا منهم .

وكسياسي يصفه قائلا : ((ففي عهد الحديبية تجلى تدبيره في سياسة خصومه وسياسة أتباعه وفي الاعتماد على السلم والعهد حيث يحسنان ويصلحان والاعتماد على الحرب والقوة حيث لا تحسن المسالمة ولا تصلح العهود فبدأ بدعوة عامة للحج فجعل بذلك له وللعرب قضية واحدة في وجه قريش )) وكان للعقاد في شرح الجوانب السياسية في هذا الامر الشئ الكثير ..لعلي أكتفي منها بهذه اللفتة الحكيمة (الدبلوماسية )كما سماها العقاد عند كتابة وثيقة الهدنة فيقول (( فلما اتفق الطرفان المسلمون وقريش على التعاهد دعا (ص) بعلي ابن ابي طالب يمليه ما يكتب فقال له (بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال سهيل بن عمرو مندوب قريش : (أمسك ! لا أعرف الرحمن الرحيم ، بل اكتب باسمك اللهم) فقال النبي (ص) : ((اكتب باسمك اللهم)) ثم قال (( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل ابن عمرو)) فقال سهيل : (( أمسك ! لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك )) ولما تردد علي في مسح ذلك مسحه النبي بيديه وأمره أن يكتب (محمد ابن عبد الله) )) وكان مما جاء في ذاك العهد أن من أحب من العرب مخالفة محمد فلا جناح عليه ولم يأمر بقتله أو إيذاءه ((فإن مسلما يترك النبي باختياره ليلحق بقريشا ليس بمسلم ولكنه مشرك يشبه قريشا في دينها وهي أولى به من نبي الاسلام )).

ومما جاء في وصاياه الادارية يقول العقاد : (( كان يوصي بالرياسة حيثما وجد العمل الاجتماعي الذي يحتاج إلى تدبير وأنه كان يرسل الجيش وعليه أمير وخليفة له وخليفة للخليفة إذا أصيب )) ويضيف أن قوام القيادة عنده (ص) شرطان هما الكفاءة والقبول حيث يقول ( ص) : (( أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المسلمين )) ويقول (ص) : (( أيما رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنيه))

وكان من وصف العقاد برحمة محمد بالاحياء جميعا رجالا ونساء أحرارا وأسراء ما ستنهل منه الكفاية ولكني أحببت لفتته في وصفه لحنو الرسول (ص) على الجماد فقال : ((كان له (ص) سيفا محلى سماه (ذا الفقار) وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى (ذات الفضول) وكانت له مرآة تسمى المدلة وقضيب يسمى (الممشوق) وفي تسمية تلك الاشياء معنى الالفة التي تجعلها أشبه بالاحياء المعروفين ممن لهم السمات والعناوين كأن لها شخصية مقربة تميزها بين مثيلاتها كما يتميز الأحباب بالوجوه وبالملامح وبالكنى والالقاب))

من أجلك سيدتي :

للأسف ربما سيمنحك هذا الكتاب مثلي اجتراء المقارنات... وسيذهلك كيف سيتقزم كل من أعليت في ناظرك واستكبرت في نفسك من الرجال إن حاولت مضاهاة أفضلهم في عينك ب(محمد ابن عبد الله ) ..الرجل أعني وليس النبي ذاك الذي لا يملك إلا ثوبان وحصير من كل ما يملك الاخرون ..وستدركين حينها أن نبوة سيدنا محمدا (ص) لم تكن رحمة مهداة للعالمين فقط ...بل يبدو يا صديقتي أنهم في غمرة التأريخ نسّوا عامدين أن في الأمر أضعافاً من الرحمة خاصة بالرجال.فقط ...فلقد منحتهم بمنتهى البساطة عذراً كافياً ليكونوا هكذا تافهين ...ولوضع لمسة من التوازن إلى هذا الواقع الأليم فلنضع أنا وأنتي بجدول قراءاتنا شيئأ عن مريم العذراء ، خديجة وعائشة ..زينب وأسماء ..لعلنا بذلك ندرك الحكمة في أن عالما يملأه أشباه الرجال ..لابد هو بأشباه النساء كان قد امتلأ.

عبقرية محمد (عليه الصلاة والسلام)

أطوف بالآية (112) من سورة المائدة ..وأجهد في اجتثاث جرأة السؤال الذي نبتّ فجأة بالفؤاد..ألا يكون يارب لنا نصيب الحواريين من ابتهالُ مجاب ؟؟.. وليست المائدة يارب هي ما نريد من السماء !! بل بعثاً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام من جديد !! يكون عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك لقلوب الحائرين من العباد ؟؟ أحتاج إلى شكوى طويلة يا رب من بندول عقلي المتأرجح بين أي نقيضين.. ولا يدري بالتحديد أين يقع منهما الحق المبين ..بين من أجاد كل طريقة في السخرية والاستهزاء بالعلماء و الكتّاب والشيوخ وأياً من طابت له نفسه من العظماء حتى يبدو وكأنه قد اقترب من حما الأنبياء يرتع فيه بلسانه ثم قال (لا قداسة لأحد) ..وبين من صنع من هؤلاء كلهم كعبة بعد الكعبة فإليها ولىّ الوجه وصلّى ثم قال (احترامٌ وولاء) ...أين هو الحق ممن صفق لكل عارية ورأى الفضيلة فقراً في الخيال وفي الجسد وتناسى أن امرأة عارية واحدة كافية لجرح مشاعر وابتذال أجساد كل النساء ثم سمّى من بعد ذلك دعواه (حرية)..وبين من لو استطاع لوأدها حين انتهاء جوعه منها ثم أعادها عند الحاجة حية من جديد ثم قال (سترٌ واحتشام)... سأشكوه بندولي الحائر بين المجاهد والقاتل ..والمقاوم والارهابي ..وبين السياسي والمخادع ..وبين هذا العاصي فيّ يعيش جنبا إلى جنب مع ذاك العابد ..سأشكوه نفسي وخطايا السر والعلن ..آه يارب لو تبعث لنا الرسول من جديد .. لكان لهذا العالم البائس و لي معه ألف عيد !!

ثم تتوقف أشواط طوافي فجأة عند الوعيد ((فمن كفر بعد منكم فإني معذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين)).. أصفع نفسي بالسؤال ما أدراني أن لو مرّ بي رسول الله (ص) أني من بين الجموع عرفته؟؟؟ ربما كنت أنا أول المنكرين وربما اشتكى من أمثالي من كنت أظنهم الضالين؟؟ ..لما صورت نفسي ادم الأب يرى وبيص النور في جبين أحد أبناءه على البعد.. ولم أتوقع أن أكون كأخوة يوسف الذين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ....وكأن مثل ذلك مرّ بالعقاد فحاول ها هنا مجيباً أن يبسط يده وقلمه يخفي بها خاتم النبوة على الكتف الشريف .. يقول لي ولك كن علمانيا عامدا ثم انظر إلى الرجل (محمد ابن عبد الله ) وكأنه من النبوة مجردا ..كن مستشرقا شديد الحداثة وانظر اليه قائدا وعسكريا ..زوجا وأبا ... تخيله من بعد ذلك يسير بين الخلائق والجموع ثم انظر هل عرفته ؟؟

يؤكد العقاد في البدء أن الكتاب ((ليس سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والافرنجية التي حفلت بها المكتبة المحمدية حتى الان وليس الكتاب شرحا للاسلام او دفاعا عنه او مجادلة لخصومه..إنما هو تقدير (لعبقرية محمد) بالمقدار الذي يدين به كل انسان ولا يدين به المسلم وكفى )) ويرى العقاد زماننا أحوج ما يكون لتقدير العظماء من النبيين وسواهم فيقول ((إن الناس اجترأوا على العظمة في زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها ..فان شيوع الحقوق العامة أغرى صغار النفوس بانكار الحقوق الخاصة حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التمييز وتظلمهم المساواة)) ثم يسأل مستنكراً : ((فماذا يساوي انسانٌ لا يساوي الانسان العظيم شيئا لديه ؟؟ وإذا ضاع العظيم بين أناس فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟؟))

يتحدث عن محمد البليغ قوله الفصيح لسانه فيقول : (( خير من وصفه بذلك عائشة رضي الله عنها حيث قالت : ((ما كان رسول الله (ص) يسرد كسردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بّين فصل يحفظه من جلس إليه)) ولم يكن صياحا ولا غياظا وان كان في قوة..فحين أخذت الحماسة (عبد الله ابن رواحة ) في الحج فأخذ ينشد عاليا شعرا مفاخرا فأمره النبي أن ينادي ولا يزيد : ((لا اله الا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وخذل الاحزاب وحده )) ومما كان من اختياره للفظه في كتابه إلى النجاشي وهو مسيحي حيث جاء في أوله (( وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده)) واني تخيلت لو كان أحدا ممن يملاؤن السمع والبصر الان ووكل إليه كتابا مثل هذا لربما بدأ بالاية ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من اله إلا إله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم )) وكلا القولين حق ولكن مقام المقال في نظر الحكيم أولف للقلوب من صدقه.

وعن محمد العسكري المحارب يقول العقاد : (( حروب النبي كلها كانت حروب دفاع ولم تكن منها حرب هجوم إلا على سبيل المبادرة بالدفاع بعد الايقان من نكث العهد والاصرار على القتال ففي غزوة تبوك عاد الجيش الاسلامي أدراجه بعد أن أيقن بانصراف الروم عن القتال في تلك السنة والاسلام في بداءة عهده كان هو المعتدى عليه ولم يكن من قبله اعتداء على أحد )) ويرى العقاد أن ((الاسلام أنما يعاب عليه أن يحارب بالسيف فكرة يمكن أن تحارب بالبرهان والاقناع ولكن لا يعاب عليه أن حارب بالسيف (سلطة ) تحول بينه وبين أسماع المستعدين للاصغاء إليه )) بل ويؤكد أن كل الثورات والحركات الإنسانية لم يكن ليكتب لها النجاح لولا اتخاذ القوة وسيلة لإبعاد عوائق الاستبداد من طريقها وضرب مثلا على ذلك ما حدث في الثورة الفرنسية والروسية او حتى كتجربة (مصطفى أتاتورك ) في تركيا ((فمحاربة السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة )) ثم ذكر العقاد شيئا من المقارنات التي عقدت بين حنكة النبي في خططه العسكرية وبين ما اشتهر لغيره من المحاربين والقادة على اختلاف السعة المادية والقدرة الحربية لكلا منهم .

وكسياسي يصفه قائلا : ((ففي عهد الحديبية تجلى تدبيره في سياسة خصومه وسياسة أتباعه وفي الاعتماد على السلم والعهد حيث يحسنان ويصلحان والاعتماد على الحرب والقوة حيث لا تحسن المسالمة ولا تصلح العهود فبدأ بدعوة عامة للحج فجعل بذلك له وللعرب قضية واحدة في وجه قريش )) وكان للعقاد في شرح الجوانب السياسية في هذا الامر الشئ الكثير ..لعلي أكتفي منها بهذه اللفتة الحكيمة (الدبلوماسية )كما سماها العقاد عند كتابة وثيقة الهدنة فيقول (( فلما اتفق الطرفان المسلمون وقريش على التعاهد دعا (ص) بعلي ابن ابي طالب يمليه ما يكتب فقال له (بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال سهيل بن عمرو مندوب قريش : (أمسك ! لا أعرف الرحمن الرحيم ، بل اكتب باسمك اللهم) فقال النبي (ص) : ((اكتب باسمك اللهم)) ثم قال (( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل ابن عمرو)) فقال سهيل : (( أمسك ! لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك )) ولما تردد علي في مسح ذلك مسحه النبي بيديه وأمره أن يكتب (محمد ابن عبد الله) )) وكان مما جاء في ذاك العهد أن من أحب من العرب مخالفة محمد فلا جناح عليه ولم يأمر بقتله أو إيذاءه ((فإن مسلما يترك النبي باختياره ليلحق بقريشا ليس بمسلم ولكنه مشرك يشبه قريشا في دينها وهي أولى به من نبي الاسلام )).

ومما جاء في وصاياه الادارية يقول العقاد : (( كان يوصي بالرياسة حيثما وجد العمل الاجتماعي الذي يحتاج إلى تدبير وأنه كان يرسل الجيش وعليه أمير وخليفة له وخليفة للخليفة إذا أصيب )) ويضيف أن قوام القيادة عنده (ص) شرطان هما الكفاءة والقبول حيث يقول ( ص) : (( أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المسلمين )) ويقول (ص) : (( أيما رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنيه))

وكان من وصف العقاد برحمة محمد بالاحياء جميعا رجالا ونساء أحرارا وأسراء ما ستنهل منه الكفاية ولكني أحببت لفتته في وصفه لحنو الرسول (ص) على الجماد فقال : ((كان له (ص) سيفا محلى سماه (ذا الفقار) وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى (ذات الفضول) وكانت له مرآة تسمى المدلة وقضيب يسمى (الممشوق) وفي تسمية تلك الاشياء معنى الالفة التي تجعلها أشبه بالاحياء المعروفين ممن لهم السمات والعناوين كأن لها شخصية مقربة تميزها بين مثيلاتها كما يتميز الأحباب بالوجوه وبالملامح وبالكنى والالقاب))

من أجلك سيدتي :

للأسف ربما سيمنحك هذا الكتاب مثلي اجتراء المقارنات... وسيذهلك كيف سيتقزم كل من أعليت في ناظرك واستكبرت في نفسك من الرجال إن حاولت مضاهاة أفضلهم في عينك ب(محمد ابن عبد الله ) ..الرجل أعني وليس النبي ذاك الذي لا يملك إلا ثوبان وحصير من كل ما يملك الاخرون ..وستدركين حينها أن نبوة سيدنا محمدا (ص) لم تكن رحمة مهداة للعالمين فقط ...بل يبدو يا صديقتي أنهم في غمرة التأريخ نسّوا عامدين أن في الأمر أضعافاً من الرحمة خاصة بالرجال.فقط ...فلقد منحتهم بمنتهى البساطة عذراً كافياً ليكونوا هكذا تافهين ...ولوضع لمسة من التوازن إلى هذا الواقع الأليم فلنضع أنا وأنتي بجدول قراءاتنا شيئأ عن مريم العذراء ، خديجة وعائشة ..زينب وأسماء ..لعلنا بذلك ندرك الحكمة في أن عالما يملأه أشباه الرجال ..لابد هو بأشباه النساء كان قد امتلأ.

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم صلاة وسلاماوبركة متلازمين إلى يوم الدين ..آمين

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
5 تعليقات