بداية جديدة > مراجعات كتاب بداية جديدة > مراجعة أمل لذيذ

بداية جديدة - جاسم محمد سلطان
أبلغوني عند توفره

بداية جديدة

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كتاب (بداية جديدة) للدكتور جاسم محمد السلطان ، هو عبارة عن محاضرة مختصرة حول الخطوات الأولى لتحقيق الذات، و هي محاضرة موجهة على وجه الخصوص لفئة الشباب في الوطن العربي ،فهذه الفئة تشكل الأغلبية الساحقة ، و هذه مبادرة طيبة من الدكتور لإن معظم الكتابات في بداية العصر الحديث كانت تركز على الجانب المعتم في أنماط حياة الشباب كما يتصورها عدد من المفكرين و أصحاب الأقلام ، و لكنه هنا ينظر لهم بنظرة مشرقة فيرى إشراقا فيهم ،و هو أيضا يدعوهم لإشراق أكثر ...

فيبدأ بسرد نماذج سريعة للناجحين في عالمنا العربي مع تركيزه على الوهجة الأولية في منارات نجاحهم ، فالوهجة الأولية ربما وصفها البعض بأنها مجرد ومضة عابرة و ستنتهي، و البعض ربما أطلق عليها بإنها سراب نور أمل غير حقيقي ،و البعض ربما تنهد وهو يتمنى تحققها، و كأنها ليست سوى طيف يزين الوقت بوجوده، و البعض ربما حاول أن يسحب فتيل تلك الوهجة حتى تختفي، فلا يحس بها و لا يراها أحد لغيرة أو جهل أو كبر ،و الناجحون هم من يتمكنون من الإبقاء على تلك الوهجة مهما كان حجمها أو نوعها متيقظة ، فالناجحون حتى مع وطأة إحساس أحلامهم بالنعاس ،نجدهم يريحونها فقط لتكتمل أكثر، و يدثرونها بلحاف من الدافعية لحمايتها من ريح سحق الطموح!

فيذكر كاتبنا الشباب بسبب وجودهم في هذه المعمورة ، و يخاطبهم بحماس ليعملوا عقولهم فيما يدور من حولهم ،و بعد ذلك يحدثهم عن الآليات الثلاث المتعلقة بالتغيير الحقيقي الفعال، و هي :السلوك، و المبررات، و القناعات ، و صار يشرح كل نقطة من النقاط الثلاث، و مدى و كيفية تأثيرها على حياة الشباب ، فالسلوك هو الواجهة التي يراها الناس أولا، و هو أول إختبار يمر به الشاب عند ملاقاته لبقية أفراد مجتمعه سواءا عرفهم أو لم يعرفهم ،و بين الكاتب المقولات النمطية التي يتداولها الشباب كثيرا حول سلوكياتهم الصحيحة و الخاطئة و مداعيها، و ركز على توضيح مفهوم الحرية، و المقاييس التي يفضل أن يقيس بها الشاب سلوكياته ،و من ثم تطرق إلى عامل مهم من عوامل التغيير و هو عامل الوقت ، فنسبة من الشباب تؤجل تطبيق التغييرات الإيجابية المنشودة ، و هناك من أسبغ على تأجيله طابعا دينيا منتظرا الهداية ، و هناك من طبع تأجيله بطابع دنيوي ،فهو يرى نفسه صغيرا في السن ،و بأن الحياة بابها مفتوح أمامه لمدة زمنية أطول ممن هم أكبر منه،و هناك من تملكت منه خصلة مراكمة أعماله و رغباته و طموحاته و تكديسها في رفوف اللازمن مع علمه بأهميتها ،و هنا يدحض الكاتب تلك التصورات مستعينا بآيات قرآنية و عبارات مذكرة بأهمية الإرادة القوية . ثم ينتقل بنا الكاتب لمناقشة ما وراء المقولات السلبية التي تقلل الهمم ، فيشرح دور القناعات في حياة الشباب و ما تقوم به تجاههم من إملاءات ،و هنا إسترسل في شرحه و فسر بشكل عام دور الإنسان في إعمار الأرض، و من ثم تحدث عن بشكل مختصر و لكن مؤثر عن سيرة و دور سيد الخلق محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم – ،و هذه لمسة روحانية و عقلية جميلة من الكاتب.

و بعد ذلك أتانا كاتبنا بقصة رحلة لشاب تشربت حياته بالنجاح في وقتنا المعاصر ، و جاء تقسيم قصته موفقا ، ففي البداية تمت رواية أحداثها بأسلوب الحكايات و بمنحى عاطفي يميل للسرد، و من ثم العصف الذهني ،و تأمل الشاب للموقف الذي تعرض له فور صدمته و دهشته ، و تحليل الخطوات و الحلول التي فكر فيها الشاب ، و توضيح العملية التغييرية التي قام بها الشاب وفق مخطط مبسط و مفيد ، و هذه القصة فيها تتكاثف روح الكتاب الداعية للوقفة التأملية ،و للتفكير المتسلسل في الخطوات التالية ،و للمراجعة الذاتية من بعد كل خطوة لتكون كل خطوة متزنة و موزونة و في موضعها الصحيح .

و يختم الكاتب الصفحات الأخيرة من الكتاب بإستخلاص قيم إسلامية و حياتية و إنسانية من القرآن الكريم ، و أيضا وضعها على شكل رسم تخطيطي ، و كرر مفردات تحض على التفكر و التفكير مثل "افهم" و "تيقظ" و "تبنى" ، ثم شكل خطة يتفاعل فيها الشاب مع محيطه و مجتمعه ليمارس دوره ، و هذه الخطة تتسم بسلاسة إستيعابها و تحقيقها مع إنها صيغت بعمومية ، و إني أرى بأن من الرائع لو أخذ أي إنسان هذا المخطط ، و أغدقه برسومه الخاصة به التي تلائم ظروفه و قدراته ، فحتى الرسوم الصغيرة ستحدث فرقا كبيرا في مرحلة التنفيذ ..

كتاب (بداية جديدة) للدكتور جاسم محمد السلطان،فيه مسعا للتجديد في رؤية البدايات !

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق