فِعل الكتابة متأصل تاريخياً عميقاً جداً لفترات زمنية غابرة، من رموز على الصخور وجدران الكهوف لتتطور وتُصنع لها ألواح من الطين أو الصخر، وتستمر الحكاية لنصل لأنواع من الورق الفاخر أو الكتابة في الفراغ كهذه الأسطر التي خربشتها، كيف ستصبح بعد ذلك يا ترى؟! .. .. هو جميل ذلك الشعور بأنني اقرأ كلاماً كان بيوم من الأيام نقشاً على ألواح صخرية اكتشفت بالصدفة .. .. والأجمل هو عندما أدخل أجواء النص أتفاجأ بفراغ أو أكثر يُعلل بهامش أو حاشية أن الألواح في هذه المواضع كانت مخرومة ولهذا لم يعرف ما كتب عليها
عن ملحمة جلجامش أقول أن تلك الألواح الإثنا عشر روت لنا سيرة حياة جلجامش ذلك البطل الخارق (ثلثيه إله وثلثه الأخر بشر) عتا في الأرض فساداً وظلماً فتضرع الناس للألهه بأن تخلق لهم غريما له وهكذا خلقت أنكيدو
جلجامش وأنكيدو تقاتلوا في اللقاء الأول كأعداء وأصبحوا بعد ذلك أصدقاء، تعاونوا وقهروا المستحيلات ولكن أنكيدو قهره الموت ووقف جلجامش عاجزا أمام فقد صديقه وهام في الأرض بحثاً عن لغز الحياة والموت (والخلود) وفي هذه الرحلة أضاع فرصة الخلود بنومه (لم يستطع مقاومته والشرط أن يبقى صاحياً لسبعة أيام)، وعندما حصل على عشبة الشباب الدائم نزل للنهر (ليستحم) فاستغفلته أفعى وأكلتها فخسر جلجامش هدفه الأساسي من الرحلة "الخلود" والتعويض على خسرانه "الشباب الدائم" وعاد كما ذهب
.
نجمتان لأن القصة لم تعجبني "لا تتماشى مع ذائقتي" .. .. أعجبني أكثر حقيقة متى وكيف كتبت القصة