سيكولوجية الجماهير > مراجعات كتاب سيكولوجية الجماهير > مراجعة أمل لذيذ

سيكولوجية الجماهير - غوستاف لوبون, هاشم صالح
تحميل الكتاب

سيكولوجية الجماهير

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كثيرا ما نسمع العبارات التالية :" هذا ما تريده الجماهير" ، "هذا تم بإرادة الجماهير" ،" الجماهير لن ترضى بذلك "،" لديه جماهير غفيرة " ، " سيخسر محبة الجماهير إذا قام بذلك"،"الجماهير كانت غافية و فاقت الآن" ، "الجماهير تسعى لمعرفة الحقيقة" ،"الجماهير تطالب بذلك "، "الآن أراء الجماهير محتلفة عن السابق " ، و غيرها من العبارت التي تتضمن كلمة "الجماهير " و لكن من هي الجماهير ، و كيف هو شكلها ، و ماذا تريد ، و ما الذي يسيرها ؟!

كتاب (سيكولوجية الجماهير ) للمفكر غوستاف لوبون ،فيه توضيح للعبارات و إجابات على الأسئلة المذكورة إعلاه ،و هذا الكتاب يعد مرجعا في مجال دراسة الجماهير، و هذه النسخة حظيت بمقدمتين ، واحدة لمن قام بالترجمة للعربية ،و هو هاشم صالح ، و واحدة لمن قام بإعادة نشر الكتاب ،و هو أوتو كلينبيرج ، بعد أن غطته الأيام ليس فقط بالنسيان و إنما أيضا بالنكران ، و هذا النكران حصل عن عمد كمحاولة لتهميش نظرية لوبون حول الجماهير ، و السبب في ذلك يعود إلى تبني الحركات القمعية و الدكتاتورية كالنازية و الفاشية لفحوى النظرية ، فقد قام كل من هتلر و ستالين بقراءة كتاب لوبون و طبقا أفكاره ، فتم نعت نظرية لوبون بالفاشية لهذا السبب، و لسبب آخر ، و هو تكراره لمفهوم " العرق البشري " في كتابه مما أضفى طابع عنصري على نظريته ، و ظل هذا الصد تجاه هذه النظرية لفترة طويلة بالرغم تبني الأحزاب الليبرالية و الإشتراكية و غيرها من الأحزاب التي تطالب بالحريات لمبادىء نظرية لوبون دون تسميتها ،فهي لا تريد أن توصم بالتطرف ، بعد ذلك قام عدد من المفكرين خاصة الألمان بتصحيح منظور الناس لنظرية لوبون ،و كانت هذه جرأة كبيرة منهم لإن العداء كان ينصب لأي شخص ينطق بإسم النظرية أو بإسم صاحبها ، و تم الدفاع عن لوبون بتبيين أنه لم يكن الوحيد الذي تحدث عن علاقة الفرد بمن حوله من الناحية الفكرية ،ففرويد مثلا تحدث عن ذلك في أواخر حياته ،و تم وصف محاولاته التحليلية بتأثيرات الشيخوخة فلم تأخذ بجدية و لكنها لاحقا اخذت بجدية ،و لم تنسب لها الفاشية أو العنصرية كما نسبت لنظرية لوبون، و ربما تم نسب تلك الصفات لنظرية لوبون لإن كل من هتلر و موسليني قد طالعا الكتب و بعمق مع إن النظرية نفسها تحارب إتجاهات هتلر و موسليني و من على شاكلتهما. أما بالنسبة لمفهوم "العرق البشري" عند لوبون، فهو مفهوم يبدو أن قالبه توضيحي لتأثير الخلفيات الثقافية و جغرافية المكان في تشكيل الوعي الجماهير كلما تصفحنا الكتاب أكثر .

الصفحات التي تلي المقدمتين هي كتاب لوبون عن الجماهير ، فيخبرنا لوبون عن تعريفه لمفردة "الجماهير"، و هي كما يرى تأتي بمعنى تجمع عدد من الناس مما يذيب رؤاهم معا لتتكون رؤية واحدة قد تختلف عن رؤية الفرد منهم و هو بمعزل عنهم ، ثم شرع في تقسيم التعريف، و تحليل شقيه ، فالشق الأول يعنى برؤية الفرد وحده ،و الشق الثاني يعني بالرؤية الموحدة للفرد و من حوله ، فولوبون حاول دحض فكرة عدم ذوبان الأراء في فكرة واحدة مشتركة ، فهو بادر عرض التعريفات التي لا تتفق مع رأيه و جادل ما رآه من نقاط قصور فيها ، و من ثم قام بعرض أمثلة على ذوبان و إنصهار الأفكار لمجاميع من الناس في حقبات تاريخية متباينة و لحضارات متنوعة ، و إن كان لوبون قد إتخذ من شخصية نابليون بونابرت المثال الأبرز ،لإن لوبون كان في فرنسا ،فهو يروي ما تم أمام عينيه ،و لإن شخصية بونابرت كانت محل جدل و محط أنظار الجماهير في تلك الفترة و ما بعدها ، لوبون علل أن سبب هزيمة بونابرت في معاركه الأخيرة ،هو كونه لم يفهم الجماهير الغير فرنسية في الدول التي إحتلها مع إن نابليون كانت لديه مهارة عالية في فهم الجماهير الفرنسية و قدرة كبيرة على جذبها له.

شبه لوبون من لديه إمكانيات كبيرة في تحريك الجماهير بالمنوم المغناطيسي و المحامي ، فلوبون يؤمن بأن من لديه هذه الإمكانيات، و إن لم يكن دارسا لعلم النفس ، فهو من الذكاء بحيث يطبق ما فيه من نظريات الجماهير و الإستحواذ عيهم ، هو كالمنوم المغناطيسي لإنه ينومهم بإبعادهم عن واقعهم، و يصرفهم عن التفكير في حقوقهم ، هو محامي فذ لإنه يختار ألفاظه بعناية جمة، و هو يكلم الجماهير بأسلوب ساحر فيجعلهم مثلا يقومون بدفع الضرائب التي لم يرتضوا دفعها من قبل بعد إطلاق إسم آخر عليها، و دون أن يشعروا بذلك ، هو يربح إستمالته لقلوبهم ، هو يخدرهم بالوهم فلا يتأملون ما يحدث من حولهم ، هو يلقنهم ما يريد ثم يقول بإنهم هم الذي يريدون و ليس هو ، هو يثير حماستهم بشعاراته ، هو يدفعهم لتحقيق مخططاته و من ثم يطلق عليها بإنها آماله لهم ، و من الشخصيات التي حيرت المفكرين بتطبيقها ذلك كانت شخصية هتلر، تلك الشخصية التي ظهرت في بلد عرف بثقافة شعبه لتقلب كل المقايييس .

و الكتاب أيضا يشمل في حديثه عن الجماهير تصنيفاتها ، فمثلا هناك الجماهير التي تشترك في الحركات الثورية ، و الجماهير التي تدخل في التحكيم في المرافعات القضائية ، و الجماهير التي تنتخب من يرشحون أنفسهم في الإنتخابات ، و الجماهير التي تتابع أحوال البرلمانات ، و الجماهير التي يبدو لنا أن نسيجها متشابه ، و الجماهير التي تختلف كما نرى في نسيجها ، و غيرها من الجماهير ، كل تلك الجماهير وصف لنا لوبون سماتها من سرعة الإنفعال ،و إندفاعها في تعاطفها بالإضافة إلى صفات أخرى ، فلوبون يضفي صفات مشتركة على تلك الفئات المختلفة للجماهير ، و بالطبع هذه النقطة هي بين مؤيد و معارض لها .

كتاب (سيكولوجية الجماهير ) للمفكر غوستاف لوبون ، يخاطب فيه لوبون عقول الجماهير بعد أن لام عواطفها على مصابها !

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق