ماذا تفعلين بي؟ > مراجعات كتاب ماذا تفعلين بي؟ > مراجعة أمل لذيذ

ماذا تفعلين بي؟ - زاهي وهبي
تحميل الكتاب

ماذا تفعلين بي؟

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ديوان (ماذا تفعلين بي ؟) للشاعر و الإعلامي زاهي وهبي ، فيه أبيات شعرية يضخ العشق في حروفها و نقاط حروفها و الفراغات التي بينها ، العشق الذي يرافقه العتب على المحبوبة و بان ذلك في سؤال الشاعر لها :

"ماذا تفعلين بي؟"

لم يدخر سؤاله للنهاية بل وضعه في البداية ، و قال لها بأنه وحيد :

"وحيدا كراع هرم"

و وحدته ليست عادية أو خالية من الألم فهو بات :

"وحيدا كجيش مهزوم

أحصي إنكساراتي"

و هذه الهزائم رقرقت دموعه و هدأت شموعه ،

و في ظل الدموع و الشموع ،

و ما يشعر في صدره من خضوع ،

رأى في الشاعر لوركا شيئا من ملامح مما عنده من دموع ،

فيقول :

" حين سقطت دمعته الحمراء

صار نداء الأحبة سمكة ذهبية

و الضحكة حلوى العيد"

ترتاد قلبه مشاعر عجز عن إغلاقها فيه ،

مشاعر لا ترضخ في التصريح بها لما يعرف عن التصريحات ،

فهي مشاعر لا تحتاج إلى تلميحات ، و هو يقول عنها :

" في السجن و الكنائس تكسرت كراسي الإعتراف

و في قلبي تفتحت الوردة الموحشة"

و من ثم يعود لمعاتبة محبوبته و هذه المرة يفسر لها ما تفعله به قائلا :

" تفعلين بي

ما تفعله الأنواء بأشرعة الصيادين

و العاصفة ببيوت الفقراء

و الذئبة بصغار الحملان"

و يوضح أكثر بنبرة عاشق غاضب عصف به الحنان :

" تفعلين بي

ما تفعله المباغتة في القلب"

كل هذه الدوائر المتداخلة من أحاسيس تدور في فؤاده،

و كأن لا نهاية لها ،

الدوائر مع الوقت لا يعرف مقر واحد لها ،

فهي إستشرت في سائر جسده ،

دارت به الدوائر أكثر و أكثر ،

دارت و دار معها إشتياقه،

و من ثم عرفته على نزيل جديد يشاركه فؤاده ،

و هو الحزن ،

و قال عن ذلك :

" تحت سماء هرمة ، على كوكب حزين

لا شيء يفرحني

سوى

أصوات الباعة في الصباحات الماطرة "

و الحزن عندما ينزل لا يرحل دون ترك بعض الخدوش ،

أو حتى خدشا واحدا في القلب ،

فلا بد له أن يترك علامة تذكر به ،

فيصف ما حل به قائلا :

"أرى :

بحارا و نوارس

حطام سفينة عتيقة

و جموعا تنزه أحلامها في الساحات "

هو الآن يحلم بمحبوبته و يأمل بإجتماعهما معا كما الأيام الخوالي ،

هو الآن يسترسل في في الوقوف في طابور ذكرياته ،

هو الآن العاشق الحالم المسامح ،

هو الآن يترقب رؤيتها في نهاية الطابور ، فيقول :

" غدا تأتي إلينا ، قالت لي

و رمتني بضحكة شطرتني نصفين

أعادتني صبيا شقيا يطارد فراشتين "

و هو يقترب من نهاية الطابور

و معه تلك الرؤى التي إرتسمت في عيونه،

أتى شبح هجم على ما خالج جفونه،

فصار يفكر :

"كيف آتيك و الجند عند دارك؟

كيف آتيك و لم يبدأ بعد نهارك؟"

وقتها تنبه فقط بإن السماء مظلمة وقتها،

فكيف له أن يكون عندها ؟!

فكيف له أن يكون عندها؟!

فكيف له أن يكون عندها؟!

لم يوقفه كل ما باغته عن الإستمرار في الوقوف في طابور الذكريات،

هو مواصل الوقوف فيه و بإستغراق لا يتم فيه الحجز على الأحاسيس،

و في وقوفه يقول :

" كلما ذكرتك

عادني إرتباك البدايات الخجولة"

و الحلم الرئيس يبحر به في ضفاف العشق ،

فيفض سر ذلك الحلم قائلا :

" تغريني فكرة عادية جدا

كأن نصير عجوزين

يتكئ واحدنا على الآخر

نقتني حيوانا أليفا و تذكارات

نقتني ألبوم صور عتيقة "

و من ثم يدب الخوف في دمه ، فيقول :

" أخشى عليها

من الضوء يتوجها ملكة الملكات

من العتمة تحتضنها بسوادها

و من أحلامها تأخذها إلى أمكنة لم أزرها بعد "

و آخر مخاوفه هي أشد هواجسه حينما يتحدث عن الإلتقاء بها ،

فالأحلام لا تحتاج لطابور هي مطار بلا طائرات ،

هي مطار إذا توجهت له محبوبته دونه فإحتمالية بعدم رجوعها ،

فوجهتها ربما لن تكون معروفة ،

و توقيت ذهابها ربما لن أيضا لن يكون معروفا ،

و في ضوء ذلك الإحتمال ، أعلن موقفه الخاص به :

" و أنا وحدي

أنتظر بين فكي الإحتمال"

و من ثم قرر أن يجوب العوالم ليعثر لها على هدية تليق بها ،

هدية تسعدها ،

هدية ترضيها،

هدية تعيدها له،

ففكر في الشعر الذي بين يديه ،

و بعد ذلك إقترحت له نفسه أن يهديها من شعر غيره ،

فقال :

" سأهديك قصائد كل الشعراء

انتقي منها ما تشائين

لكن حذار

أن تصدقي أحدا سواي"

صار يقلب الأبيات الشعرية التي نظمها ،

و الأبيات الشعرية التي نظمها غيره ،

و يحول ان يلمس فيها ما يحقق ما هو أشبه بالمحال ،

فإذا به و الوقت به قد طال ،

و طال ، و طال حتى طال الحزن قلبه ،

فعاد النزيل لمنزله ،

و إسترد بقوة موضعه ،

و هنا يقول :

" أيها الحزن

يا أخي الأكبر

يا من علمتني الشعر و الخجل

علمتني الشوق و الرماية

علمتني الوحدة و الإختلاف "

فتمت المصافحة و المصالحة بينه و بين الحزن ،

فالحزن يحب الحشرجة التي يسببها في صوت العشاق ،

و يبهج بمراسم إستدعاء الذكريات المفرحة و المدمية التي يحييها في نفوس المحبين ،

و يستمع لخفقات اللوعة بتشفي كبير التي تصدر عن قلوب المحرومين من أحبتهم ،

و في خضم كل ذلك هو يمنح غمرات خواطرهم مبتغاها !

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
اضف تعليق