حفل المئوية > مراجعات رواية حفل المئوية > مراجعة Dr.Hanan Farouk

حفل المئوية - رضوى الأسود
أبلغوني عند توفره

حفل المئوية

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

عندما فتحت رواية رضوى الأسود (حفل المئوية) قررت أن أتركها كصديقة خارج الغلاف ذلك أن الإبداع أبداً لا يُرى من منطلق الصداقة والراحة النفسية للكاتب وما إلى ذلك،متعة الإبداع الحقيقية هي أن يخترقنا دون سبب ..دون أحكام مسبقة..ودون أن نبذل مجهوداً لنفتح له أبوابنا..لا أكتمكم قولاً أني كنت خائفة وأنا اقرأ فأن تقرأ لمن لا تعرف وتكتب عنه لن يضرك شيء أن تذكر سلبياته ولن يعطيك نقاطاً عنده أن تذكر إيجابياته لكن أن تقرأ لمن تعرف وتربطك به علاقة تجعلك تفكر ألف مرة في الكلمة التي ستكتب وهل سيؤدي ما سنقول إلى جرحه أو غضبه أو خسارته؟

في النهاية قررت أن أكون صادقة وأن أحكي لكم تجربتي مع رواية رضوى الأولى كقارئة عادية جداً تفكر بصوت عالي...وتسأل نفسها ..هل حكمي صحيح أم........؟

بداية لم يشدني الاسم كثيراً ربما لهدوئه الشديد وربما لأنه يجعلك تفهم ما تحكيه الرواية وتدور حوله...وبالمناسبة فأنا لا أجيد مطلقاً اختيار أسماء قصصي وكتاباتي إلا فيما ندر لكني بعد أن أكملت القراءة اقتنعت أنه الأنسب...حين دخلت الرواية أخافتني صفحاتها الأولى بالتحديد العشر صفحات التي ابتدأت بها رضوى حكايتها والتي كانت تجهز فيها القاريء للدخول لقلب الحكي...رأيت ربما أنها كانت تشرح كثيراً وتسترسل وتغرق في وصف الأشياء والأفعال وكأنها ترسمها بهدوء ثم تعيد نقش حروفها مرة أخرى فوق الكلمات لكني –كعادتي دائماً- تركتني أسترسل وأكمل دون تسرع...أول اكتشاف اكتشفته أن الرواية تميل لكونها متتالية قصصية أكثر من كونها رواية وأنا عاشقة لهذا الفن..بعد قليل تخلت رضوى عن تفاصيل التفاصيل وتركت العنان لقلمها واسترسلت..وفجأة وجدتني جزءً من الحكايات..لا أعرف بالتحديد متى وأين حدث هذا لكن كل الذي أعرفه أني أحسست أنها تركت لقلبها العنان وأطلقت يده ...استسلمت لها وهي تحكي حكاية كل فتاة مدعوة لحفل مئوية مدرستها ربما من قبل أن تولد وحتى قرارها بحضور الحفل..انتقلت معها من حالة إلى حالة..ومن حياة إلى حياة بسلاسة ليس لها نظير..ورغم كثرة الشخصيات لطبيعة العمل الأدبي لكني استطعت أن أحتفظ في ذاكرتي بعد انتهاء كل حكاية مؤقتاً بملخص حياة ..لعل أكثر ماشدني في الرواية الحوارات..لقد كانت الحوارات ثرية وقوية ومقنعة إلى حد كبير وسير الأحداث لم يجعلني أضطرب أو أهتز إلا قليلاً جداً...أخذتني أيضاً ثقافة الكاتبة الجميلة وأسلوب طرحها في الرواية على لسان شخصياتها والتي لم تجعلني في أي لحظة من اللحظات أشعر أن الكاتبة تستعرض ثقافتها لمجرد الاستعراض بل جاءت الكلمات في عفوية ودون تكلف...قد اختلف مع رضوى في قصة دينا بالذات لا لشيء إلا لأننا أصبحنا كثيراً نكرر في رواياتنا النماذج الدينية السيئة وونعتبر المرأة الملتزمة امرأة مقهورة خاضعة بينما في قصة دينا كان الأمر من بدايته اختياراً منها لم يجبرها عليه أحد..ربما حاولت رضوى أن توحي أن التزام دينا كان مجرد ردة فعل منها تجاه وفاة خالها الذي كانت تحب وإمعاناً في تحدي والديها اللذين تخليا عنها وهي بعد صغيرة لكن لغتها وطريقة حوارها تشي بأنها كانت مقتنعة بما تفعل ..أما فساد الزوج الملتزم وسوء سلوكه فهذا يحدث مع الملتزم وغير الملتزم وهذا ماهعرضته هي بنفسها في باقي قصص بعض الفتيات الأخريات واحترمته فيها...بالتأكيد ليس لقاريء أن يعترض على شخصيات أو على سير أحداث إلا ماكان غير مقنع منها وبالتأكيد لا أتدخل أبداً في الشخصيات التي بالفعل نقابل مثلها في الحياة كثيراً وقد نتفق أو نختلف معها ككتاب وقراء...

نهاية الرواية كانت لطيفة ومقبولة...ربما أشعرتني أني أمام مشهد نهاية سينمائي لكني على أية حال كنت سعيدة بالحفل وباللقاء الثاني وبالجو الحميمي الذي أوى صديقات عمر فرقتهن الأيام....

ربما أيضاً كنت مع رأي ناشر قصة الأم في الخاتمة...لكن أعود فأقول...ليس على أحد أن يملي على قلم المبدع مايقول ومالايقول ...إرادته وفكره ومشاعره وجنون إبداعه هو الفيصل في قصة الإبداع...

بقى أن أقول أن الرواية أو المتتالية القصصية كما أحسستها رائعة وستشدك من البداية إلى النهاية فقط اترك قلبك لها..واخلع نعليك وادخلها ...

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق