موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعات رواية موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعة أمل لذيذ

موسم الهجرة إلى الشمال - الطيب صالح
تحميل الكتاب

موسم الهجرة إلى الشمال

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " للأديب الطيب صالح ، فيها سيرالية النسيج ، فالنسيج الكلامي فيها يعشق الخيال عشقا جما، و بكرات خيوطها الآتية من الشرق و الغرب تحالفت مع بعضها البعض، فالبكرات لم تضم التلوينات الغربية فقط بل كانت عجلة نولها شرقية في أساسها ، هذا النول الذي ينسج في صعوده و هبوطه نقاط إلتقاط و تباعد بين الشمال و الجنوب ،الشمال و الجنوب بالمفهوم الجغرافي و المفهوم الثقافي...

شخوص الرواية الرئيسة تتسم ألوان حيواتهم بالنشأة التقليدية و يبدون كمن إرتسمت الإعتيادية في يومياتهم ، و لكن سرعان ما تستدعي غرز خيوط المشكلات فيما حدث لهم ألوان أخرى ،ألوان خلفية تكاد لا ترى إلا لم يقترب منها، عندها نرى شيئا من جمال الدقة في وصفهم،تلك الدقة التي قد لا يستوعبها إلا من عرفهم ! تتزايد ضربات النول فتتزايد دهشاتنا من ردود فعلهم ،فيطلق النول أصواتا تعلن قدوم جمال جديد، جمال الحياة، و هذا الجمال كانت غرزه منسوجة مسبقا و مع ذلك فإحتضان القماش المعيشي لها بات أبين و أوضح لاحقا ،فالحياة تتجمل أكثر مع الوقت و مع إضافة زكشات المجهول فيها أكثر!

أما بقية الشخوص فلم تكن قطع حيواتهم مقصوصة بمقص الإقتضاب بل مخيطة الأطراف فحسب،خيطت لنعرف بوجودها و لم تترك كاملة لكي نفكر في أسباب غيابها ،الخياطة الكتابية كانت محكمة للغاية لإننا لا زلنا نذكرهم و نستفسر عن غيبتهم ،فبكرات حيواتهم تتحرك و تتلامس مع بكرات غيرهم ،و هذا التلامس الحياتي نسج تفاعلا فريدا ،و تتشكل مواقف فيها دمعة و إبتسامة و غرابة و طرافة و ربما مخافة!

وعيوننا تسمتع برؤية تطريزات جذابة من إشارات أدبية نثرت بين السطور هنا و هناك ،و هذه التطريزات المنثورة تشير بكل ثقة على أن هذا النسيج رواية، فكل جزء مطرز أناقته الروائية لا تهدأ و تسلب من العيون إنشغالها بغيره ، و هذا السلب يتذرع لنا بسطوته الجمالية،فكيف نمتنع ؟!

رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " فيها هجرة حسية و معنوية لا تقبل الإمتناع

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
1 تعليقات