مقتطفات من كتاب أيام معه - كوليت خوري
وخرجت ... احمل بيدي وروداً ... وفي عيني دخاناً ... وفي قلبي بضع كلمات ...
**********
كان مكتف اليدين ... ترّف أهدابه لدخان لفافته، والجمر الأحمر يلتهم الهيفاء البيضاء ببطء ... ولكن حطامها يظل متماسكاً، وكأنه يأبى مفارقة شفتيه، والسقوط على الأرض.
بصورة عفوية مددت يدي، وبسطتها، التقط راحتي الرماد المتماسك المرتجف ...
حدق مذهولاً ... وارتفعت يده فوراً تضم يدي ... فاشتعلت يدي ... واحسستها هي الأخرى تمسي رماداً ... سحبتها برقة وحذر ...
**********
أحب ... أحب لياليها ... وسماءها الواسعة الراحبة ... أحب شمسها المحرقة، واللهب الذي تزفره شوارعنا أيام الصيف.
أحب في الشتاء شوقنا إلى المطر ... وخوفنا من الرعود ... وهذياننا أمام الثلج ... أحب أنهارها ... هذه الشرايين التي تلون بالإخضرار واحتنا ... ماذا أحب في بلدتي؟ وماذا لا أحب فيها؟ أحب حتى الأحجار المهملة التي ترتمي على الرصيف إلى جانب بيتي ... والهواء الحار الممزوج بالغبار الذي يوجع عيوني ... وفنجان قهوتنا؟ وهل هناك ما هو أطيب من فنجان قهوتنا؟
نعم أحب بلدتي ...
**********
الحب هو الإعجاب بكل شيء جميل ... هو لذة مؤقتة ... لذة اللحظة ... هذا هو الحب
**********
غريب ... إنك تبعثين في نفسي الحيرة ... غريب ... أنت تضحكين دائماً ... ولكن ... ولكن يخيل لي أن وراء رنين ضحكك نفساً تتمزق ... ما قصتك؟ هذه الإبتسامة ليست إلا ستاراً
**********
حملتك إلى الواقع ... نعم ... علمتك أن تعيشي الواقع .... علمتك أن تحبي فنك ... علمتك أن تصبحي قوية ... علمتك ... علمتك ... ففقدت حبك ...
**********
تسألين ما هو الحب؟ لا ... الحب ليس عاطفة طارئة كما تعتقدين ... الحب الصحيح هو عقل ومنطق ... ومثل هذا الحب لا يموت ... أحبك ... لكنني أعلم أنك عظيمة ... لأنك أحسن فتاة عرفتها وسأعرفها ...