كتاب تم إحراقه من قبل ناشره ،فتساءلت كاتبته عن السبب ، فقال الناشر محمد مدبولي – الذي لم ينهي دراسته -:" ماذا أفعل؟! قالوا لي فيه كلام يغضب ربنا" ،و بعد ذلك صرحت المؤلفة بإنها ليست خلاف مع دار النشر لإن الدار كانت مجبرة على ما قامت به إتجاه منتجها الأدبي ....
هذه خلفية ما بعد نشر فكرة مسرحية "الإله يقدم إستقالته في إجتماع القمة" للأديبة الدكتورة نوال السعداوي ، و بالنسبة لمبرراتها لكتابة مسرحيتها فقد ذكرتها في أول الكتاب و تبعاتها أيضا ،لن أتكأ على ما تم قبل ظهور النص أو ما تم بعده و لن أستدعي إسم المؤلفة و أنا أتحدث عن النص،سأتعامل معه كنص مسرحي ....فغالبا ما وجهت الإنتقادات للعمل و اليد التي كتبته في حزمة واحدة من قبل العديد من النقاد و أيضا القراء....
من الناحية الفكرية
النص يحمل شق فكري لا يمكن تجاهله ، و الفكر طائر يهوى الترحال ،فهو يهاجر في فصول مختلفة سعيا تارة للراحة و سعيا تارة للتجديد و ربما لغريزة تستحوذ عليه ، و هناك يتنقل الطائر الفكري كثيرا لدرجة قد تصل للبوهيمية أحيانا و التمرد أحيانا غيرها و الإستغراب أحيانا أخرى مع مصاحبة مبدأ كسر المحظور ...
من الناحية التاريخية
عدم التناغم الذي حدث في النص كان يعود في بعض نواحي النص للإقحام التاريخي، و أعني بالإقحام التاريخي تلك المحاولات المذكورة فيه و التي تتسم ببعد الأحداث التاريخية عن بعضها ، فهذا البعد يشتت من يطالع النص و يجعل محاور القضايا السياسية و الدينية و الإجتماعية هي المهيمنة و إن كانت متباعدة زمنيا ، و ربما يكون القصد هما هو إنها تصب في البوتقة التشكيلية ذاتها مهما تغير الوقت ،و لكن القارىء قد يجافي النص إذا لم يتتبع روابط الأحداث ...
من الناحية الأدبية
الراية في هذا العمل الأدبي كانت محمولة من قبل الهاجس الفكري و ليست من قبل ركائز إنتاج مسرحية .فهذه المسرحية قد تغافلت تفاعل الجمهور و إن كانت هناك بعض المنولوجات من قبل بعض الشخوص فيها تحتوي على عواطف قد تستثير الحضور، و لكن إجتذاب المتابعين صعب في نص يتطلب الإستماع فيه إلى ما يشبه الخطابات ،بالإضافة إلى صعوبة التحقق من صحة المعلومات الواردة في النص فالكتب المتوفرة حول أبطال المسرحية لا تكفي لتفصيل شخصياتهم بالشكل المطروح في المسرحية لقلة ما ذكر في المراجع تفصيليلا و الأسلوب السردي فيه قد يصدم أحاسيس الجماهير لإطنابه في تجريد تلك الشخصيات من ملامح التوقير المتعارف عليها ...
فهي مسرحية تتساءل فيها مؤلفتها لتحتار معها الجماهير !