كتاب (افهم غضبك و تغلب عليه ) للمؤلف عبدالله العثمان ، يمثل بحثا حول الغضب و البحث هنا ليس بحثا مكتوبا فحسب بل أيضا ميدانيا ،فالكاتب قام بتجميع قدر كبير من المعلومات حول الغضب و دوافعه و محركاته و أنواعهو محاسنه و نواقصه وآثاره و غيرها من متعلقات الغضب مما دون لنا ،و منحنا مجالا لنبحث في نفوسنا عما يجعل الغضب يعتريها و كيفية التعامل معه و إطفاء جمراته .فالعديد من كتب تطوير الذات تتسم بالعمومية ،أما هذا الكتاب فيتصف محتواه بالتخصص في شأن واحد و هو بالطبع الغضب ، و هذه نقطة مهمة لأن من يتصفح الكتاب لن يشعر بالتشتت و هو ينهل منه ....
فنحن ننهل من أغادير ذكر القرآن الكريم و السنة النبوية للغضب من خلال التوضيحات الدينية المتواجدة في الكتاب و لها دور وعظي معهود للناس ، و دور ترقيق قلوب إنهمكت في إنشغالات حيواتها و من أروع ما تم سرده من قبل المؤلف الحوارات التي يخوضها المرء مع نفسه و مع غضبه ،فنشهد خطوات درب فهم محيط ذواتنا فنسلك ذلك الدرب بمنتهى المصداقية ،فالأسئلة التي وضعها تردنا لمنبع غضبنا ،فأحيانا أخذ غرفات من الغضب قد يكون مفيدا و أحيانا قد يكون معكرا لنفوسنا و نفوس من نسقيهم إياه ...
الغضب قد يحجب نور الحقيقة عن عقولنا ، و قد يجعل قلوبنا تشرب دموع ندمها بيديها ، و قد يطوف بأرواحنا مرارا حول كلمات تمنينا تجرع علقمها بدل البوح بها ، و حتما لا يمكن إلغاءه لإنه من الأحاسيس الإنسانية المصبوبة فينا و لكن يمكننا درء السلبيات التي في أمتعته وفق إجتهاداتنا ...
كتاب (افهم غضبك و تغلب عليه ) نلقي فيه نظرة على غضبنا لنفهمه قبل أن يعمينا !