السنجة > مراجعات رواية السنجة > مراجعة إسراء مقيدم

السنجة - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

السنجة

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

كيف يمكنك صنع رواية من لاشىء؟

الإجابة بسيطة ومتجلّية لأي قارىء متمرّس في سلسلة ما وراء الطبيعة

عليك أولاً أن تخلق الأسطورة..تُحدّث الرفاق عن شىء ما يحدث غير أنه لم يحدث فعلاً,وفي بدء الحكاية تلقي إليهم بتساؤلٍ ما,تقول لهم :تذكروا هذا السؤال جيداً,سنعثر على الإجابة فيما بعد.

بعدها يتوجب عليهم تصديقك..الأمور هكذا دائماً,وهم دائماً مايصدقون

بعد هذا كل مايتوجب عليك فعله هو إغراق رفاقك بوابل من الشخصيات وسلسلة لا تنتهي من الأحداث,في نهاية الأمر ستخبرهم انها مجرد اسطورة من اختلاقك..لن يصدقوك,ربما لأن الرواية اكثر واقعية من أن تكون من وحي الخيال

أو ربما لأنك أقل من أن تزرع فكرة بدواخلهم وتجعلها قابلة للتصديق بهذا الشكل

حيلة قديمة برع فيها أحمد خالد توفيق كهادم لأساطير هو من اختلقها في المقام الأول,أتحدث عنه في سلسلة ما وراء الطبيعة.

والآن يبقى السؤال..هل فعل هذا حقاً في روايته؟

الإجابة القطعية هي لا..

لنرى ما حاول تطبيقه أحمد خالد توفيق في الرواية

في بادىء الأمر يحدثك عن عصام الشرقاوي وعن اختفاءه..يحدثك أنه آخر مرة قد شوهد في دحديرة الشناوي,وأن في الصفحات القادمة سنعرف سوياً أين اختفى عصام الشرقاوي بالتحديد.

ينتهي تمهيده للرواية هكذا ثم ما يلبث أن يقحمك في دائرة لا تنتهي من شخصيات الحارة,عباس الدلجموني..حماصة..حسين..صلاح..ابراهيم..والأهم من كل هؤلاء هي عفاف

كل هذا جميل..ولكن ما كان يُفترض حدوثه هو أن يندمج القارىء مع تفاصيل حياة عفاف والمحيطين ويتغافل تماماً عن عصام الشرقاوي,فما ان يفاجئك به الكاتب في النهاية وأنه لا توجد في الأساس دحديرة الشناوي وأن كل الشخصيات من اختراع عصام,بل والأكثر من هذا أنك تتحرك داخل عقل عصام منذ البداية,يحدث ماكان يفترض حدوثه للقارىء من اعجاب بالفكرة.

ولكن تلك الخدعة لم تحدث بشكل فعلي,أو ربما السحر انقلب على صاحبه

فالفصول البسيطة التي كان يتعرض فيها لجوانب من حياة عصام _والتي كان من المفترض بها أن تكن وسيلة خداع أو تمويه_كانت السبب الأول الذي جعلني اتساءل عن دور عصام في كل هذا بدلاً من أن اتناساه تماماً وأندمج مع عفاف وتعدديتها!

أراد أن يلقي إليك بطعم تلتقطه..فتحول الطعم لنقطة ضعف,أو لعلنا نقول طرف الخيط الذي يكشف لك حيلة الساحر كلها!

ـــــــــــ

كان هذا بالنسبة للحكاية ..الرواية ,والحبكة التي كان من المفترض أن تماثل في دقتها حبكة رواية نادي القتال ..على اختلافيهما بالطبع!

ولكن الفكرة تحتسب إليه على كل حال

أما بالنسبة للسرد,فحدّث ولا حرج ..

جرعة كآبة مفرطة تجاوزت حدود كآبة يوتوبيا,جعلتني أستشعر انه استدعى كل غضب العالم أثناء كتابته لتلك الرواية..ساخط على كل شىء وأي شىء..وبالطبع لابد من إقحام عبثي للثورة والنظام القديم ومسئوليته عن كل ما يحدث

عن حياة عفاف البائسة..عن ضرب أبيها المبرح لها في حادثة بلوغها الشهيرة..عن حادثة التحرش بها في السوق وهي طفلة,لم أنتظر سوى تحميله النظام السابق مسئولية الإسهال الذي أصاب نوال وهي في شقة عصام..

أتدرون؟ ربما هو مسئول عن هذا بالفعل!!

انتهيت من الرواية وقد خيّمت عليّ حالة من الوجوم كفيلة بإصابة البقرة الضاحكة بالاكتئاب.

ــــــــــــ

أما عن البنية ..

فالرواية مفككة برغم كل محاولات الكاتب لجمعها في قبضة واحدة,لم تنل أية شخصية حقها الكافي من رسم لأبعادها وكتابتها..,لم أستطع التركيز في كل الشخصيات أو حتى

التركيز في شخصية واحدة,حتى أنني أحياناً كنت أتساءل في بلاهة "هو مين بيكلم مين؟"

لا يوجد حتى وتيرة ثابتة للسرد أو عمود فقري تتوالى عليه الأحداث بالتبعية

رواية من طراز . كل حاجة فيها سليمة بس لوحدها

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق