كتاب (طفل من القرية) للمفكر سيد قطب ،يحكي فيه مفكرنا عن طفولته و صباه دون أن يستخدم كلمة "أنا " ،فنعيش معه في قريته و نحن نطوي أوراق الكتاب، و نلتحق معه بالمدرسة و الكتاتيب و جني الحصاد و رونق المكتبة و أيضا الطقوس التي إصطبغت به حياة من عاشوا معه ....
طقوس يوضح لنا قدر إستطاعته عن طور نشأتها و إنتشارها و تداعياتها لمن إتبعوها و من وقفوا موقف حائر إتجاهها ، و نحتاج فعلا لمجهود جم لنستشف رأيه ،فتعقيباته تكاد لا تلحظ ،و كأنه يريد أن يكون حكاء ...فقط حكاء دون إطلاق أحكام ...
و أي حكاء كان ! فوصفه لما كان يحدث في الجانب التعليمي و الثقافي بالذات يؤرخ وقت بداية الحركات الصحوية و النهضوية بإيجابياتها و سلبياتها ،فإبن القرية الصغير قد وصف عملاقا جديدا ضخما لم يدخل حياته فحسب بل و حياة أسرته و أبناء قريته ،فوصفه فيه طابع التضخيم الطفولي ،و أيضا فيه رشات من الثقافة السمعية المنتشرة في الريف ،وصف لكل ما يرى و يحكى و يسمع !
كتاب نقفز فيه قفزات في زمن الطيبة و البراءة و الحكمة و إن قالوا بأن الجهل قد غالبه !