عزازيل > مراجعات رواية عزازيل > مراجعة إيمان حيلوز

عزازيل - يوسف زيدان
تحميل الكتاب

عزازيل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية تعيش فيها و معها و تتملك كل حواسك خلال أيام قرائتها ... تتمنى لو أن بإستطاعتك التحدث مع بطل الرواية "هيبا" و أن تقول له أن يكف عن الإستسلام! إن كان يجب أن يستسلم لشئ... فكان يجب عليه أن يستسلم للحقيقة التي تسكن بداخله ...

برأيي أن هيبا لم يكن متدين داخليا .. و تدينه كانت عبارة عن مظاهر كان لابد من إظهارها فقط ليكسب رضى المجتمع الذي كان يعيش فيه.. لم يكن مقتنع بكل ما كان يسمعه و كان يبحث دائما عن الحقيقة... و الحقيقة كانت سجينة بداخله لكنه كان يمنع نفسه من التفاعل مع هذه الحقيقة بسبب المخاوف االمتكاثرة بداخله و خوفه من أن يُقتل ان هو أفصح عن معتقداته الحقيقية..و التي هي أقرب الى الوثنية و بعيدة كل البعد عن المسيحية

عزازيل لم يكن الشيطان بنظري...عزازيل هو النفس..عزازيل هو هيبا. في لحظات معينة أحببت عزازيل! و بإعتقادي كان عزازيل السبب في تحرر هيبا من االخرافات و الخزعبلات التي تدور بين الناس في تلك الفترة

الروايه هي سرد تاريخي مع وجود شخصية خياليه كانت تروي لنا أحداث حقيقية...الخلاف بين العلم و الدين في القرون الوسطى... و الخرافات التي كان الإنسان متمسك بها... وقسوة الناس على بعضهم بإسم الدين.

لا أنكر أن يوسف زيدان كان خياليا جدا في بعض المواقف... لكن شعوري إتجاه الرواية كان حقيقيا ..و أحسست أن هيبا موجود في كل الأماكن..و ما عاشه من تناقضات داخلية موجود في كل شخص من حولنا ... الفرق بأن هيبا كتب ما بداخله...بينما معظم البشر يخافون من البوح بمكنوناتهم

الشخصيات التي مر بها هيبا ساهمت في تدهور شخصيته برأيي... و ليس بتطويرها. إبتداءا من أمه و خيانتها لأبيه و إنتهاءا ب مرتا التي إتهمها أيضا بالخيانة! بعد كل هذه السنوات...لا يزال يربط كل أنثى بأمه.. فتغدو الأنثى خائنه مثل أمه كيفما كانت!

أكثر الأسئلة التي ترددت في ذهني... هو الفضول القاتل لمعرفة أن سيذهب هيبا؟ و هل أخيرا تغلّب على كل مخاوفه و قرر أن يحرر الحقيقة المسجونه بداخله؟ أم كالعادة...سوف يتردد و يستسلم و يعود الى ما كان عليه؟

و من التساؤلات أيضا... كيف كان هيبا يصلي و يستشعر بالصلاة بينما هو واضح جدا بأنه لم يكن مقتنع بكل معتقداتهم و كانت لديه تساؤلات كثيرة فيما يتعلق بالدين؟

أعتقد بالخلاصة ...بأن الشر القائم في الحياة هو فصل الدين عن العلم.. حيث أن الدين و العلم هم الحياة و فصلهم عن بعض يؤدي الى توقف الحياة...كما توقفت الحياة بداخل هيبا...

و من الشرور الموجودة في الحياة - مع إحترامي لأراء الأخرين - هي الرهبنة .. حيث أنها تعاكس تماما فطرة الإنسان .. و تؤدي الى شرور أكبر كما هو الحال مع هيبا ..

رواية تستحق القراءة بكل معنى الكلمة... و تستحق أن تعيش فيها ... مع كل الحزن و الألم و المخاوف و الإنفصامات ... فهي رواية تبيّن لك حقائق ربما كنا نعرفها معرفة سطحية... لكن لم نعيشها بهذه التفاصيل

Facebook Twitter Link .
18 يوافقون
7 تعليقات