يوم غائم في البر الغربي > مراجعات رواية يوم غائم في البر الغربي > مراجعة Dr.Hanan Farouk

يوم غائم في البر الغربي - محمد المنسي قنديل
تحميل الكتاب

يوم غائم في البر الغربي

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

ماذا يريد أن يقول المنسي قنديل في روايته:

يوم غائم في البر الغربي

يريد أن يحكي التاريخ..؟؟أن يتخيل ماذا حدث؟أن يستدعي الأصوات التائهة منذ آلاف السنين والأرواح التي دبت على أرض مصر منذ فتوة حضارتها وحتى وقتنا الحالي ويقرأ خطوط كفها ويحكي؟

ومن عائشة؟تلك البطلة الغامضة الحائرة التي عاشت حياة ممزقة بين انتماءاتها ومشاعرها وجنونها المسجون داخل أطر فرضت عليها لم تخترها هي...إنك كل صفحة تصرخ: من عائشة؟....من تلك الضائعة في ظلمات صفحة الحياة الباحثة عن نصف فرصة لكي تحيا..تثبت نفسها..تعلن أنها قادرة على أن يكون لها حلمها الذي تريد وسلاحها الذي يحميها من تكالب المجرمين والسارقين والقتلة من أعدائها أحياناً ومن أهلها كثيراً....؟

لا أدعي أني شعرت بالملل أبداً في أي جزء من اجزاء الرواية بالرغم من امتدادها لأكثر من خمسمائة وستين صفحة لكن المنسي نجح نجاحاً باهراً في حمل قارئه حملاً على أن يظل في نفس حالة الجذب والتشويق التي بدأها ولعبها معه من أول صفحة في الرواية حتى آخر كلمة...لكني فقط توقفت في بعض المقاطع لا لأنه لم يجد الكتابة أو الجذب لكن لأنه اخترق الحياة الشخصية لرموز مصرية على مدى التاريخ وأضاف لها من خياله ماجعلني أسأل:

هل من حق المبدع أن يعيد نسج حيوات الآخرين بتلك الصورة؟

كثيرون وافقوا ...لكني لم أستطع أن أوافق..هو رأي شخصي على أية حال,,,أفهم أن أقول قابلت رمزاً أو عملت تحت إمرته أو كنت جارته وحادثته ..أفهم أن أتخيل حوارات دارت بيني وبينه واجهته فيها بإعجابي أو اعتراضي وامتعاضي مما فعل لكن الذي لم أفهمه ولم أستطع ابتلاعه هو ذلك النسج الجديد لحياته على كل المستويات حتى وإن قصد بها الرمز لا الحقيقة...

ورغم اقتناعي الأخير أن عائشة الشخصية الأساس في الرواية لم تكن إلا مصر...مصر التي أنهكتها الأيام وشتتتها الدروب وعلمها طول الألم والقهر مالم تكن تعلمه ومحا من ذهنها كثيراً مما تحمله ذاكرتها من أصلها وانتماءاتها...ولهذا وأظن لهذا فقط..ظلت عائشة طوال الرواية تلك الغامضة التي يرتبط مصيرها دائماً ارتفاعاً وهبوطاً بحياة مصر وربما أشار المنسي قنديل إشارة سريعة لذلك عندما رأت عائشة صورة تمثال نهضة مصر في الجريدة وشعرت أنها ترى وجهها القديم..وجسدها الذي لم تكن صروف الزمن قد نالت منه بعد...فأحست أنها هي التي كانت رغم كل هذا لم أستطع أن أفهم كيف أقلب حياة آخرين رأساً على عقب من أجل العمل الإبداعي؟...

لغة المنسي قنديل تتقلب بين اللغة الشعرية والتاريخية والسردية..أحياناً أشعر أني مع أبيات شعر عاشق لكل ذرة في تراب مصر ..لرائحة طينها...ومائها..وآثارها..وحتى تخبطها..وأحياناً أشعر أنني في حصة تاريخ يحكي لي فيها المعلم الأريب جانباً لم أره من وطني الذي كان ويقدم مبررات لسقطات لم يكن لها أن تحدث...

لا أستطيع أن أحكي الحكاية..ولا أن أخوض أكثر...فلقد أنهكتني الرواية بمعنى الكلمة...

لكني رغم كل شيء...

أشكر هذا الرجل الذي امتلك كل تلك القدرة على الحلم

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق