كانَ الحقلُ أخضرَ مرتعشَ الاخضرار ومُسوّراً بجدرانٍ من اللِّـبْن، يسندُ ظهرهُ إلى القريةِ من جهة، ويتاخمُ النهرَ من الجهةِ الأخرى كان حقلاً -في معظمه- من الكرز الحلو والكرز الحامض، تقعُ في منتصفه الفيلّا، وهي مزيجٌ من العمارةِ المدينيّة والريفيّة كان للفيلا ثلاثُ غرفٍ تطلُّ على بركة ماءٍ تتوسّطُ بين الغرف، وكانت البركةُ شفيفةً وعاكسةً للضوء، فهي الآن متلوّنة بالأخضر بسبب الطحالب والضفادع ثمّة ممرٌّ مفروشٌ بالحصى يدورُ حول البركة، ويحيطُ به صفٌّ من شجر الصفصاف بعد الظهيرة، يتنافس أخضرُ الأشجار الفاتح مع أخضر البركة الغامق بصمت، ويدخلان معاً في صراعٍ يُزعج مَهْدَخْت[3]التي لم تعد تحتملْ أيّ نوع من النزاعات، وتحلم
نساء بلا رجال > اقتباسات من رواية نساء بلا رجال > اقتباس
مشاركة من Rudina K Yasin
، من كتاب
