لحظة الهروب وقفت على أعتاب صنعاء، أشاهدها للمرّة الأخيرة، كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء، الشوارع خالية من الناس، وما من وجود لأية علامات تدّل على الحياة، لمحت على الطرف الآخر رجلاً يشهر مصباحه في وجه الظلام، أراد أن يتأكد من هويتي، لم يجد شيئًا يستحق الاهتمام، عاد إلى مترسه وهو يدمدم بكلمات تفوح منها الوحشية التي تحاصر المدينة من كل جانب، سرت مطأطئ رأسي وأنا أفكر بالخطوة القادمة، لم يكن هناك ما يستدعي البقاء، تذكرت حالات الموت التي شاهدتها وعرفتها طيلة حياتي، رأيت المدينة نفسها في موت مشابه، تقيم رفاتها على مأتم منسي، كما لو كانت هي الأخرى
عمى الذاكرة > اقتباسات من رواية عمى الذاكرة > اقتباس
مشاركة من Moniem Tawab
، من كتاب
