لم أعلم أننّا نبكي بعضلاتنا. لم يكن الألم مفاجئا، لكن المفاجأة أنه جسديّ: مرارة لساني ليست مُحتملة، كما لو أنني تناولت وجبة كريهة ونسيت تنظيف أسناني. صدري ممتلئٌ بإحساس ثقيل وشنيع. في داخلي شعور بالذوبان الأبديّ. قلبي -الحقيقي؛ فلا شيء مجازيّ هنا- يجري مُبتعدًا عنّي، كما لو باتَ شيئًا منفصلًا، ينبض نبضًا فائق السرعة، وإيقاعاته متعارضةٌ مع إيقاعي. هذه المحنة ليست للروح فقط، بل للجسد، للآلام، وتثاقل القوى. اللحم، والعظام، والأعضاء كلها مهدّدة. لا وضعيّة مُريحة للجسد.
مشاركة من لميس محمد
، من كتاب
