لقد أظهر العرب نبوغًا سياسيًّا يندر في غيرهم من معتنقي ديانة جديدة؛ إذ فهم الخلفاء الأولون أن الأوضاع والديانات لا تُلزم بالقسوة، والتاريخ يدلنا بأنهم حيثما دخلوا «مصر وسوريا وأسبانيا» كانوا يعاملون الأهالي برفق، تاركين لهم الخيار بالسير على الشرائع والمعتقدات التي يرغبونها ولا يطالبونهم مقابل محافظتهم عليهم إلا بجزية قليلة بالنسبة للضرائب التي كان يتقاضاها منهم الأسياد السالفون، والخلاصة أن التاريخ لم يرَ تساهلًا كتساهل العرب، ولم يشهد ديانةً كديانتهم في الرقة والتسامح.
كيف ينهض العرب > اقتباسات من كتاب كيف ينهض العرب > اقتباس
مشاركة من Fatima Mohammed
، من كتاب
