ما أكثر ما قرأتُ وكتبتُ في السفر وهو قطعة من العذاب؛ فما خَفَّ شوقي إلى أن أقرأ وأكتب في الحَضَر قاعدًا حيث تعوَّدتُ، مرتاحا من كل نَصَبٍ إلا نَصَبَ التفكير والتعبير؛ فقد جربت الحالين مثلما جربهما سائر القراء والكتاب؛ فلم أنخدع ببهجتي بغنيمة السفر القرائية أو الكتابية، عن وظيفة الحضر -وشَتَّانَ ما هما: تلك عارضةٌ قريبةٌ، وهذه باقيةٌ عميقةٌ- بل ظَلِلْتُ أعجب ممن ذهب يعالج بالوُقوف والتَّعب خُمولَه ولم يرجع، ولو ذاق قراءة القعود والراحة وكتابتهما لَعَرَفَ فَرْقَ ما بين الجد والهزل!
مشاركة من Salma Ismail
، من كتاب
