هذا العالم الذي تتكلم عنه موجود، إنه عالم الملائكة! خلق الله الملائكة، لا يشتهون فيُعطون ليفرحون أو يُحرمون ليحزنون، ولا يتعبون وراء رزق فيفرحون بالحصول عليه أو يأسفون إذا فاتهم، لا يمرضون، لا يتحاسدون، لا يقتلون، لا يتناسلون فيفرحون لمولود ولا يموتون فيحزنون لفراق عزيز، لا غريزة لديهم يسعون لإشباعها بل لا شهوة طعام ولا شراب، يُخلقون بلا تشوُّهات ويعيشون بلا أمراض، يعبدون الله لأنهم خُلقوا لكي يعبدوه ولأن لا اختيار لهم في عبادته أو عصيانه. ثم أراد الله أن يخلق خلقًا يستحقون نعيمه، يختارون بإرادتهم أن يعبدوه ويتبعوا تعاليمه. ولكي تستحقّ ثوابًا يجب أن تمرّ بمحنٍ
مشاركة من أم ليساء
، من كتاب