«طفيليُّو الثقافة» الذين يتكالبون على «تدشينات المعارض الفنِّيَّة، والحفلات الموسيقية، والمحاضرات، والنّدوات، والموائد المستديرة، والأيَّام الدراسية … حين يدخلون، يتظاهرون بالنّظر إلى اللّوحات، ولأنّهم يعرفون أنّ الآخرين يلحظونهم، يُؤدُّون تمثيلية المبالغة في إبداء اهتمامهم بعد تأدية هذا الواجب، يبحثون عن معارفهم المعرض بالنسبة لهم حدث اجتماعي، مكان لِلِّقاءات … لا يعبؤون إطلاقاً بالرسم» المهمُّ أن يتعرَّف كلٌّ منهم على نفسه في مرآة الخداع المُجمِّلة، المهمُّ أن يسمع صاحب المعرض: «برافو، الأستاذ العزيز، أحبُّ جدَّاً رسمكَ، أنا مفتون بصدق التّصوير، وتناغم الألوان، واتِّزان الأشكال لوحاتكَ تعبِّر عن الإنسانية، عن الروح، عن الكائن.» المهمُّ أن يجد الصّورة التي يحبُّها عن نفسه في
مشاركة من خديجة مراد
، من كتاب