الناطق الأخرس : حديث القراءة والكتب > اقتباسات من كتاب الناطق الأخرس : حديث القراءة والكتب > اقتباس

لا بد أن أُحذِّر القارئ الفذ من إدامةِ مُجالسة الكُتب حتى لا يكون مصيرُه كما ذكر الأديب إبراهيم المازني في قوله: «ومُجالسة الكتب تُحيل المرءَ أشبهَ بها، حتى لَيعود وكأنما لا ينقصه إلا أن يُغلَّف ويوضَع على الرفِّ بين إخوته! وطولُ العهد بها يُشيبُ النفسَ قبل إشابةِ الرأس، ويُطفئ لمعةَ العين، ويعوق تدفُّق النشاط الجثماني، ويُغري بالسُّهوم والصمت، ويفعل ما هو شرٌّ من ذلك: يبعث على التعلُّق بالمُثُل العُليا وصور الكمال، ويُشْرِب النفس حُبَّها، ويُعلِّمها نِشْدانها، فإذا راح يضربُ في غَمْرةِ الحياة تعثَّر ولقِيَ في كلِّ خُطوةٍ صدمة، كالذي يسلك طريقًا ومعه مُصوَّرٌ لخِلافه!»(639) فاحذَرْ يا صديقي أن تُغلَّف

هذا الاقتباس من كتاب