الأمة الحية التي تحس بكيانها وتشعر بوجودها هي التي تعنى بعلمائها، وتقدِّر أعاظم رجالها حق قدرهم. فإن الأمة لا تستحكم في ربوعها الحضارة والعمران، ولا تكمل لها الدولة والسلطان، إلا بعناية أولئك الرجال الذين حبسوا أنفسهم على خدمة العلم، وتفانوا في كشف الحقيقة، وتجشَّموا في البحث عنها المتاعب والأخطار، وقطعوا في تحرِّيها الأمصار والبحار، وبذلوا دونها النفس والنفيس، وأذهبوا أعمارهم في التدبير والتفكير والتجارب والتحرير، كل ذلك للوقوف على غوامض أسرارها واجتناء يانع ثمارها.
مشاركة من يزيد العرفجي
، من كتاب