كان الشعراءُ والروائيون يتصدَّرون المشهد، يتحدثون بلا انقطاع (آه، كم يُحبّون سماع أصواتهم!)، يصوغون التشريعات ويرسمون ملامح السلطة. ظهرت نُخبٌ جديدة بصفات غير مألوفة: أصحاب الحواس المتعددة، والرسامون، والمعالجون بالطاقةِ، ونخبة الأقحوان. بدأت الناس تذوب مع تيار الحياة الجديدِ لقد صار العالم أكثر عمقًا وثراءً، أشبه بمقطوعة موسيقية متعددة النكهات. لم يعد الناسُ يسألون: «كيف حالك؟»، بل تحوَّل السؤالُ إلى: «كيف تشعر؟»، وكأنَّ المشاعر أصبحت المحور الأساسيَّ للحياة. حتى الأيام العادية اكتسبت طابعًا فنيًّا، كانت السماء مرسومة بصور مخلوقات دالي ولوحاته الغريبة، والمدنُ المزدحمةُ تحوّلت إلى سيمفونيةٍ بصريةٍ تنبضُ بأصوات العصافير البنفسجية إذا كانت
مشاركة من بلزاك
، من كتاب