الحروب انتهت، والعصافير اختفت، والآلات تجوس الطرقات. الأعراس في مدينتنا تُقام بلا أغاني، وأنا بلا جدوى، أحاول أن أسترجع ذاكرتي، لكنني أسقط في العدم.
لا السفن تبحر،
ولا الغيوم تمطر،
ولا الأشجار تُثمر.
أريد أن أقول لك:
لم أعد أرى شيئًا في أحلامي.
أغنية القيصر الأخيرة
نبذة عن الكتاب
انتشرت الموسيقى كفيروسٍ في الأثيرِ الرقمي، فأهلكتْ من أهلكتْ. لم ينجُ منها إلا "الأميونَ الموسيقيون"؛ أولئكَ الذين وُلِدوا بلا قدرةٍ على فهمِ الألحانِ أو تذوُّقِها. لكن ماذا عنَّا نحنُ؟ نحنُ الذين ما زلنا نسمع، نحنُ الذين تسلَّل الجمالُ إلى أرواحِنا بلا رحمة؟ حين سمعتُ كاظم يُغنِّي: "زيديني عشقًا زيديني... يا أحلى نوباتِ جنوني..." شعرتُ أنَّني سأهلكُ لا محالة. لم تكن مجرَّد طبقاتٍ صوتيةٍ تتسلَّلُ إلى الأذن، بل كانت نسيجًا معقودًا بخيوط السحر والشجن، يمتلكُ ذلك الدفءَ العميق الذي يُحيي فيكَ ذكرياتٍ لم تُعش بعدُ، ويستدعي لواعجَ قديمةً قد دفنتَها في قلبِكَ ظنًّا أنَّها تلاشتْ. هو الصوتُ الذي يرقى من الهمسِ الرقيقِ إلى صهيلِ العاطفة، مُحمَّلٌ بنبرةٍ آسرةٍ قادرةٍ على هزِّ أركان الروح، فتشعرُ بهِ وكأنَّهُ يخترقُ المسافات بينك وبين اللامرئي. رأيتُ في ألحانِه ذلك الجمال المُطلَق الذي تحدَّثَ عنهُ جدّي، جمالًا أخشى أنْ يمتدَّ إلى غيري فيُهلكَهم كما أُهلِكتْ أممٌ قبلنا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 160 صفحة
- [ردمك 13] 978-9923-13-901-1
- الآن ناشرون وموزعون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
10 مشاركة