كان يؤمن من منطلق تجربته الخاصة أن قيام ابن الناس بعمل ابن الشارع خير من قيام ابن الشارع بعمل ابن الناس؛ فرغم معاناته من نفي أسرته له، كان مشهودًا له بالتعامل المنظم ومظاهر الأفندية في شغله، بينما رأى المتسلقين من التجار وأولاد الكلب، وكيف ينقلبون إلى تيوس شر بلا حكم ولا كابح. وكان صعود الجيش بالنسبة إليه إنذارًا واضحًا؛ لأنه رأى كيف بدأ بعضهم يتعامل وهو يبتاع البطاطس كبطل أنقذ البلاد من الفساد. كان يخرج في الشرفة، فيرى الدبابات وعربات الجيب تحيط بالقصر، فيشرب قهوته ويقول: «الملك كان عيل ومهمل، ولكن بلا سلاح.»
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب