أخبرتني أنها نامت تلك الليلة هانئة مرتاحة كنوم طفل صغير غير مبالٍ بأي شيء، نامت أخيرًا بعد ليال طويلة كانت تشحذ من النوم ساعة أو ساعتين بصعوبة، فهي التي لم تنعم بنعمة النوم العميق منذ أشهر عديدة، نامت وهي غير خائفة من طرق مفاجئ على باب غرفتها ولا من سباب يطول أذنيها وهي ممددة فوق الفراش لا حول لها ولا قوة، نامت غير مضطرة للاستماع للدعوات التي تتمنى لها مصائب الدهر ولا للصرخات المتمنية أن يدركها الموت، ولا من تهديد بطردها من منزل العائلة، نامت رُبَّما للمرة الأولى بعد سبع وعشرين عامًا من الخوف والرجفة والدموع، نامت أخيرًا وهي مطمئنة!
مشاركة من B MHD
، من كتاب