وأنا لم أكن أبكي. في تلك الفترة، كان الموت كثيرًا لدرجة أني لم أستطع استيعابه على أنه حقيقة، فكنت أؤسطره. كان الموت مزدهرًا، قرابين لشمس شرهة تطلب الدماء لتعود للإشراق فوق ظلمات بلدي. وكما في أساطير الأزتيك التي يتحول فيها المحاربون إلى طائر الطنان، كنت أتخيل أصدقائي يسكنون حديقتي، ويرتشفون عسل الأزهار، بلا سلاح إلا منقار طويل. حتى جاء يوم الثورة وبكيتُ عظامهم الحزينة، وحدقات عيونهم الفارغة، والإغفاءة المرهقة التي لا أحد يستطيع إيقاظهم منها.
مشاركة من إخلاص
، من كتاب